- Back to Home »
- دراسات في الكتاب المقدس »
- حقيقة صراع يعقوب مع الله
Posted by : دعونا نتأمل يقول الروح
الاثنين، 12 أغسطس 2013
حقيقة موضوع صراع يعقوب مع الله وفقاً لما جاء فى الكتاب المقدس:
جاءت ترجمة كلمة "صارع" بمعنى جهاد ونضال وكفاح، وكل الترجمات الإنجليزية تذكر نفس المعنى:
جهاد وكفاح wrestling
جهاد ونضال struggle
ولم ترد أبدا كلمة صارع بمعنى "fight" وفقاً لمفهوم القتال أو المصارعة الحرة.
ويؤكد هذا قول الملاك ليعقوب "لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ"
1- لاحظ كلمة "مَعَ": فقال الملاك ليعقوب "جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ" وليس "صارعت الله".
2- لاحظ كلمة "وَالنَّاسِ": فلم يرد بالكتاب المقدس أن يعقوب صارع أشخاص مصارعة حرة، فمن هم إذن الناس الذين صارعهم يعقوب؟ لا يوجد ولم نسمع عنهم، بل الصحيح أنه جاهد مع الله ومع الناس، فقد جاهد يعقوب مع الله ودعى إسمة إسرائيل بدلا من يعقوب، وجاهد بالفعل مع عيسو لكى يأخذ البكورية، وجاهد مع أبية إسحق لكى يأخذ البركة، وجاهد مع خالة لابان لكى يتزوج راحيل...
وهكذا يتضح لنا أن كلمة صارع لم تكتب بمعنى "fight" بالمعنى العام لمفهوم القتال والمصارعة، أو حتى (المصارعة الحرة التى يطلق عليها مصارعة المحترفين!!).
ونتذكر قول السيد المسيح لبيلاطس البنطى أن لو كانت مملكتة من هذا العالم لكان خدامة يجاهدون أن لا يسلم لليهود، وهنا الجهاد جاء بمعنى القتال وقد اتت كل الترجمات الإنجليزية بهذا المعنى (Fight).
+(SVD) (يوحنا 18 : 36) أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».
+(ASB) (يوحنا 18 : 36) أجاب عيسى: "ملكي لا ينتمي إلى هذا العالم. لو كان ملكي ينتمي إلى هذا العالم، لكان خدامي يحاربون عني لكي لا يقبض اليهود علي، ولكن ملكي لا ينتمي إلى هنا."
+ (PANT) (يوحنا 18 : 36) أجاب يسوع: "إن مملكتي ليست من هذا العالم. فلو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان رجالي يقاتلون عني فلا أسلم الى اليهود؛ ولكن، لا؛ إن مملكتي ليست من هنا".
+(KJV) (Joh 18:36) Jesus answered, My kingdom is not of this world: if my kingdom were of this world, then would my servants fight, that I should not be delivered to the Jews: but now is my kingdom not from hence.
لقد كان يعقوب يصارع ويكافح ويناضل ويجاهد مع ملاك الرب بدموع وجهاد حتى ينال منه البركة.
ويؤكد ذلك هوشع النبى: (هوشع 12: 3-4) 3«فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ وَبِقُوَّّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللَّهِ. 4جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا.
تماماً مثاما صارعت راحيل أختها ليئة وغلبت، بمعنى أنها جاهدت وحاولت أن يكون لها نسل:
(تكوين 30 : 8) فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ اخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».
ويقاس على هذا المنوال قول بولس الرسول:
+(أفسس 6: 12) فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.
بمعنى أن كفاحنا وجهادنا ليس مع بشر بل مع أجناد الشر الروحية.
+(تيموثاؤس الأولى 6: 12) جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.
+(تيموثاؤس الثانية 4: 7) قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ.
فى وسط هذه الأحداث، كان يعقوب فى حالة رعب وهلع لا وصف لها، وبحاجة إلى طوق نجاة من مطاردة خالة لابان له وعلمة بقدوم عيسو أخية الكبير له فى نفس الوقت فأدرك أنه ميت لا محالة هو وزوجاتة وأبناءة، ولذلك أراد الله تثبيت يعقوب وتشجيعه، حيث ظهر فى حلم لخالة لابان وحذرة من أن يؤذى يعقوب:
+(تكوين 31: 24) وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ».
كما ظهر ليعقوب جيش من ملائكة الله لتقويتة وتشجيعة:
+(تكوين 32: 1-2) 1وأما يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ. 2وَقَالَ يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: «هَذَا جَيْشُ اللهِ!» فَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «مَحَنَايِمَ».
ولكن ظل يعقوب في رعب، وهنا أراد الله التعامل مع يعقوب بأسلوب جديد ليشجعه ويقوية ويعطيه الثقة فى نفسه، فقد بدا الملاك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب، مثل والد يداعب إبنة الصغير ويظهر لإبنه أنه غير قادر علية.
وقد ظهر الملاك ليعقوب فى هذه الليلة التي بدأت بالصلاة المذكورة، ومن المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته لأخية عيسو إستمر يجاهد في صلاته، وظهر له إنسان وصارعه حتي طلوع الفجر.
والله منح يعقوب هذه القوة للصراع والجهاد، فهو لم يكن يملك هذه القوة، لأنه كان مثل الميت فى جلدة من الأهوال المحيطة به من مطاردات خالة لابان وأخية عيسو.
هذا الصراع يشير للجهاد في الصلاة وثمرة الجهاد هو الحصول على مواعيد الله
وكما أشار هوشع النبي أن يعقوب جاهد مع الملاك:
(هوشع 12: 4) جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ.
فهو لم يكن صراعاً جسدياً ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله.
تمسك يعقوب بالله ولم يرخه:
+(نشيد الأنشاد 3: 4) فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ
وهنا تغيرت حالة يعقوب من شخص خائف مرعوب إلى شخص مجاهد ورأي الله أن يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليل.
ولكن هل يمكن لأحد أن يغلب الله؟
الإجابة موجودة فى سفر النشيد:
+(نشيد الأنشاد 6: 5) حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي.
جاء فى قصيدة بعنوان "قلبى الخفاق" للبابا شنودة الثالث عام 1961 الآتى:
+ قلبي الخفاق أضحى مضجعك
في حنايا الصدر أخفي موضعك
قد تركت الكونَ في ضوضائه
واعتزلت الكلَ كى احيا معك
ليس لي فكر ولا رأى ولا شهوة أخرى
سوى أن اتبعك
وأبي يعقوبُ أدري سره
قد عرفت الآن كيف صارعك
يا أليف القلب ما أحلاك بل أنت عال مرهب ما أروعك
يا قويا ممسكا بالسوط في كفه والحب يدمى مدمعك
وهكذا يعقوبُ ندرى سره فقد عرفنا الآن كيف صارع الله!!!
نعم يمكن للإنسان ان يغلب الله بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي وإسترحم الله.
وحتي لا يأتي إنتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب الملاك حق فخذه فإنخلع.
كما سمح الله لبولس بشوكة في الجسد لكي لا يرتفع من فرط الإستعلانات.
+(كورنثوس الثانية 12: 7) وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ.
وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة كما جاء فى الترجمة اليسوعية "لمس حق فخذه" وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب ليس إنساناً عادياً.
جاءت ترجمة كلمة "صارع" بمعنى جهاد ونضال وكفاح، وكل الترجمات الإنجليزية تذكر نفس المعنى:
جهاد وكفاح wrestling
جهاد ونضال struggle
ولم ترد أبدا كلمة صارع بمعنى "fight" وفقاً لمفهوم القتال أو المصارعة الحرة.
ويؤكد هذا قول الملاك ليعقوب "لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ"
1- لاحظ كلمة "مَعَ": فقال الملاك ليعقوب "جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ" وليس "صارعت الله".
2- لاحظ كلمة "وَالنَّاسِ": فلم يرد بالكتاب المقدس أن يعقوب صارع أشخاص مصارعة حرة، فمن هم إذن الناس الذين صارعهم يعقوب؟ لا يوجد ولم نسمع عنهم، بل الصحيح أنه جاهد مع الله ومع الناس، فقد جاهد يعقوب مع الله ودعى إسمة إسرائيل بدلا من يعقوب، وجاهد بالفعل مع عيسو لكى يأخذ البكورية، وجاهد مع أبية إسحق لكى يأخذ البركة، وجاهد مع خالة لابان لكى يتزوج راحيل...
وهكذا يتضح لنا أن كلمة صارع لم تكتب بمعنى "fight" بالمعنى العام لمفهوم القتال والمصارعة، أو حتى (المصارعة الحرة التى يطلق عليها مصارعة المحترفين!!).
ونتذكر قول السيد المسيح لبيلاطس البنطى أن لو كانت مملكتة من هذا العالم لكان خدامة يجاهدون أن لا يسلم لليهود، وهنا الجهاد جاء بمعنى القتال وقد اتت كل الترجمات الإنجليزية بهذا المعنى (Fight).
+(SVD) (يوحنا 18 : 36) أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».
+(ASB) (يوحنا 18 : 36) أجاب عيسى: "ملكي لا ينتمي إلى هذا العالم. لو كان ملكي ينتمي إلى هذا العالم، لكان خدامي يحاربون عني لكي لا يقبض اليهود علي، ولكن ملكي لا ينتمي إلى هنا."
+ (PANT) (يوحنا 18 : 36) أجاب يسوع: "إن مملكتي ليست من هذا العالم. فلو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان رجالي يقاتلون عني فلا أسلم الى اليهود؛ ولكن، لا؛ إن مملكتي ليست من هنا".
+(KJV) (Joh 18:36) Jesus answered, My kingdom is not of this world: if my kingdom were of this world, then would my servants fight, that I should not be delivered to the Jews: but now is my kingdom not from hence.
لقد كان يعقوب يصارع ويكافح ويناضل ويجاهد مع ملاك الرب بدموع وجهاد حتى ينال منه البركة.
ويؤكد ذلك هوشع النبى: (هوشع 12: 3-4) 3«فِي الْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ وَبِقُوَّّتِهِ جَاهَدَ مَعَ اللَّهِ. 4جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا.
تماماً مثاما صارعت راحيل أختها ليئة وغلبت، بمعنى أنها جاهدت وحاولت أن يكون لها نسل:
(تكوين 30 : 8) فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ اخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».
ويقاس على هذا المنوال قول بولس الرسول:
+(أفسس 6: 12) فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.
بمعنى أن كفاحنا وجهادنا ليس مع بشر بل مع أجناد الشر الروحية.
+(تيموثاؤس الأولى 6: 12) جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ.
+(تيموثاؤس الثانية 4: 7) قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ.
فى وسط هذه الأحداث، كان يعقوب فى حالة رعب وهلع لا وصف لها، وبحاجة إلى طوق نجاة من مطاردة خالة لابان له وعلمة بقدوم عيسو أخية الكبير له فى نفس الوقت فأدرك أنه ميت لا محالة هو وزوجاتة وأبناءة، ولذلك أراد الله تثبيت يعقوب وتشجيعه، حيث ظهر فى حلم لخالة لابان وحذرة من أن يؤذى يعقوب:
+(تكوين 31: 24) وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِيِّ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ».
كما ظهر ليعقوب جيش من ملائكة الله لتقويتة وتشجيعة:
+(تكوين 32: 1-2) 1وأما يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ. 2وَقَالَ يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: «هَذَا جَيْشُ اللهِ!» فَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «مَحَنَايِمَ».
ولكن ظل يعقوب في رعب، وهنا أراد الله التعامل مع يعقوب بأسلوب جديد ليشجعه ويقوية ويعطيه الثقة فى نفسه، فقد بدا الملاك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب، مثل والد يداعب إبنة الصغير ويظهر لإبنه أنه غير قادر علية.
وقد ظهر الملاك ليعقوب فى هذه الليلة التي بدأت بالصلاة المذكورة، ومن المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته لأخية عيسو إستمر يجاهد في صلاته، وظهر له إنسان وصارعه حتي طلوع الفجر.
والله منح يعقوب هذه القوة للصراع والجهاد، فهو لم يكن يملك هذه القوة، لأنه كان مثل الميت فى جلدة من الأهوال المحيطة به من مطاردات خالة لابان وأخية عيسو.
هذا الصراع يشير للجهاد في الصلاة وثمرة الجهاد هو الحصول على مواعيد الله
وكما أشار هوشع النبي أن يعقوب جاهد مع الملاك:
(هوشع 12: 4) جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ.
فهو لم يكن صراعاً جسدياً ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله.
تمسك يعقوب بالله ولم يرخه:
+(نشيد الأنشاد 3: 4) فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ
وهنا تغيرت حالة يعقوب من شخص خائف مرعوب إلى شخص مجاهد ورأي الله أن يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليل.
ولكن هل يمكن لأحد أن يغلب الله؟
الإجابة موجودة فى سفر النشيد:
+(نشيد الأنشاد 6: 5) حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي.
جاء فى قصيدة بعنوان "قلبى الخفاق" للبابا شنودة الثالث عام 1961 الآتى:
+ قلبي الخفاق أضحى مضجعك
في حنايا الصدر أخفي موضعك
قد تركت الكونَ في ضوضائه
واعتزلت الكلَ كى احيا معك
ليس لي فكر ولا رأى ولا شهوة أخرى
سوى أن اتبعك
وأبي يعقوبُ أدري سره
قد عرفت الآن كيف صارعك
يا أليف القلب ما أحلاك بل أنت عال مرهب ما أروعك
يا قويا ممسكا بالسوط في كفه والحب يدمى مدمعك
وهكذا يعقوبُ ندرى سره فقد عرفنا الآن كيف صارع الله!!!
نعم يمكن للإنسان ان يغلب الله بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي وإسترحم الله.
وحتي لا يأتي إنتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب الملاك حق فخذه فإنخلع.
كما سمح الله لبولس بشوكة في الجسد لكي لا يرتفع من فرط الإستعلانات.
+(كورنثوس الثانية 12: 7) وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ.
وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة كما جاء فى الترجمة اليسوعية "لمس حق فخذه" وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب ليس إنساناً عادياً.