- Back to Home »
- دراسات في الكتاب المقدس »
- دراسة في سفر التكوين
Posted by : دعونا نتأمل يقول الروح
الأحد، 4 أغسطس 2013
في الأصحاح 29 من سفر التكوين يهرب يعقوب من وجه عيسو أخيه لأنه اغتصب منه بركته فما هي هذه البركة التي جعلت يعقوب يهرب من وجه أخيه ونلاحظ أن البركة التي بارك بها اسحق يعقوب هي نفس البركة التي باركها الله لإبراهيم اذا فالبركة متوارثة من الله........
ما هو المعنى الروحي لكلمة (( بركة )) وما هو (( فعلها )) ؟ وما هي القوة التي تلازم البركة ؟ هل هي قوة سرية أم هو تأثير خفي، أم هو فعل مادي ؟
ثم كيف يباركنا الله ؟ وكيف يجوز أن نبارك الله ؟ وكيف نبارك نحن الناس، وكيف يبارك الله الأشياء، وكيف نبارك نحن هذه الأشياء ؟
+ " فخررت وسجدت وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق أمين " ( تكوين 24: 28 )
الأصل اليوناني في الكتاب المقدس = εύλογία = eulogia = أولوجية
وهي تعني: يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يُمجد، يمدح، سلام، يشكر( إفخارستيا )، يُسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة .
والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده .
عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاة
الأولى : صلاة البركة، وتُسمى (( بيراكوث )) وتُرجمت في الترجمة السبعينية (( أولوجية )) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد .
الثانية : صلاة التضرع ، وتُسمى (( تفليه )) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل .
_________________
أولاً مفهوم البركة في العهد القديم :
قد جاءت كلمة البركة (1) בָּרַךְ– בּרכה كمفهوم صلاة في العهد القديم ما يقرب من 400 مرة، وترجمت إلى اليونانية في الترجمة السبعينية إلى كلمة εύλογία ( ألوجية ) كما رأينا، ويُلاحظ دائماً في صلوات العهد القديم، أنه مستحيل أن تُقدم ذبيحة أو أي تقدمة إلى الله أو حتى أن يأكل منها إنسان إلا بعد أن يُصلي عليها صلاة البركة، ونجد هذا كمثال رائع في صلاة سليمان في ملوك الأول الإصحاح الثامن من عدد 22 إلى عدد 56، فهو بعد أن بارك الله والشعب، ذبح الذبائح أمام الله ثم قدم الوليمة للشعب .
وهكذا نرى أن كلا من التقدمة والأكل مرتبط ارتباط شديد بصلاة البركة، كطقس دائم وثابت في العهد القديم .
ومن إبداع الطقس في العهد القديم، أن صلاة البركة التي تُتلى على الذبائح الذي يأكل منها الشعب، أي المعتبرة أنها وليمة، كان لابد أن يذكر عليها دعاء ورجاء من أجل بيت داود وعودة الملك إليه ...
أي أن كل وليمة كانت تأخذ صبغة مقدسة جداً باعتبراها (( وليمة المسيا الآتي )) فهي تشير بلا شك إلى الإفخارستيا، لذلك نجد أن حتى صلاة سليمان الملك والنبي على الذبائح التي قدمت لله والتي سيأكل منها الشعب، لم تخلوا من الإشارة إلى المسيا الآتي وملكوت الله ـ فنجد في آخر صلاة سليمان وبعد الوليمة مكتوب بشكل يندهش منه كل من يقرأ العهد القديم بالروح القدس الذي خُط به كل سطر في الكتاب المقدس فهو يقول ( في آية محل نقد الكثيرين ) : [ وذهبوا إلى خيامهم فرحين وطيبي القلوب لأجل الخير الذي عمله الرب لداود عبده ] ( 1ملوك 8: 66 )، مع أن داود كان قد مات، فالإشارة هنا ليست لسليمان وحده بل للمسيا الذي سينتهي إليه ملك بيت داود ...
ومن المعروف منذ البدء أن صلاة البركة والتضرع كانوا لا يُقدمان بصورة طقسية إلا ويُرفع معهما بخور أمام الله:
[ أُصعد لك محرقات سمينة مع بخور كباش أقدم بقراً مع تيوس ] (مزمور 66: 15)
[ لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية ] (مزمور 141: 2)
وذلك لأنه توجد علاقة سرية بين الاثنين، أي بين البخور والصلاة. وهذه العلاقة ظلت قائمة منذ العهد القديم حتى على سفر الرؤيا في آخر أسفار العهد الجديد، أي الصلاة في السماء ( رؤ 5 : 8 )
ما هو المعنى الروحي لكلمة (( بركة )) وما هو (( فعلها )) ؟ وما هي القوة التي تلازم البركة ؟ هل هي قوة سرية أم هو تأثير خفي، أم هو فعل مادي ؟
ثم كيف يباركنا الله ؟ وكيف يجوز أن نبارك الله ؟ وكيف نبارك نحن الناس، وكيف يبارك الله الأشياء، وكيف نبارك نحن هذه الأشياء ؟
+ " فخررت وسجدت وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق أمين " ( تكوين 24: 28 )
الأصل اليوناني في الكتاب المقدس = εύλογία = eulogia = أولوجية
وهي تعني: يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح، يُمجد، يمدح، سلام، يشكر( إفخارستيا )، يُسبح، والكلمة عادة تعبر عن المحبة. والكلمة تعني يمنح بركة بقوة، بمعنى اكتساب قوة نافعة .
والمعنى العبري في العهد القديم، يفيد معنى عهد قائم، فلا وجود لبركة بلا عهد، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد، ودائمة بوعد، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده .
عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع، تقوم على أساس نوعين من الصلاة
الأولى : صلاة البركة، وتُسمى (( بيراكوث )) وتُرجمت في الترجمة السبعينية (( أولوجية )) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد .
الثانية : صلاة التضرع ، وتُسمى (( تفليه )) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل .
_________________
أولاً مفهوم البركة في العهد القديم :
قد جاءت كلمة البركة (1) בָּרַךְ– בּרכה كمفهوم صلاة في العهد القديم ما يقرب من 400 مرة، وترجمت إلى اليونانية في الترجمة السبعينية إلى كلمة εύλογία ( ألوجية ) كما رأينا، ويُلاحظ دائماً في صلوات العهد القديم، أنه مستحيل أن تُقدم ذبيحة أو أي تقدمة إلى الله أو حتى أن يأكل منها إنسان إلا بعد أن يُصلي عليها صلاة البركة، ونجد هذا كمثال رائع في صلاة سليمان في ملوك الأول الإصحاح الثامن من عدد 22 إلى عدد 56، فهو بعد أن بارك الله والشعب، ذبح الذبائح أمام الله ثم قدم الوليمة للشعب .
وهكذا نرى أن كلا من التقدمة والأكل مرتبط ارتباط شديد بصلاة البركة، كطقس دائم وثابت في العهد القديم .
ومن إبداع الطقس في العهد القديم، أن صلاة البركة التي تُتلى على الذبائح الذي يأكل منها الشعب، أي المعتبرة أنها وليمة، كان لابد أن يذكر عليها دعاء ورجاء من أجل بيت داود وعودة الملك إليه ...
أي أن كل وليمة كانت تأخذ صبغة مقدسة جداً باعتبراها (( وليمة المسيا الآتي )) فهي تشير بلا شك إلى الإفخارستيا، لذلك نجد أن حتى صلاة سليمان الملك والنبي على الذبائح التي قدمت لله والتي سيأكل منها الشعب، لم تخلوا من الإشارة إلى المسيا الآتي وملكوت الله ـ فنجد في آخر صلاة سليمان وبعد الوليمة مكتوب بشكل يندهش منه كل من يقرأ العهد القديم بالروح القدس الذي خُط به كل سطر في الكتاب المقدس فهو يقول ( في آية محل نقد الكثيرين ) : [ وذهبوا إلى خيامهم فرحين وطيبي القلوب لأجل الخير الذي عمله الرب لداود عبده ] ( 1ملوك 8: 66 )، مع أن داود كان قد مات، فالإشارة هنا ليست لسليمان وحده بل للمسيا الذي سينتهي إليه ملك بيت داود ...
ومن المعروف منذ البدء أن صلاة البركة والتضرع كانوا لا يُقدمان بصورة طقسية إلا ويُرفع معهما بخور أمام الله:
[ أُصعد لك محرقات سمينة مع بخور كباش أقدم بقراً مع تيوس ] (مزمور 66: 15)
[ لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية ] (مزمور 141: 2)
وذلك لأنه توجد علاقة سرية بين الاثنين، أي بين البخور والصلاة. وهذه العلاقة ظلت قائمة منذ العهد القديم حتى على سفر الرؤيا في آخر أسفار العهد الجديد، أي الصلاة في السماء ( رؤ 5 : 8 )