Archive for سبتمبر 2013

يا أبانا السماوي _ للقديس غريغوريوس النيسي





يا أبويا السماوي

القديس غريغوريوس النيسي


"متى صلّيتم فقولوا أبانا الذي في السموات"


يقول داود النبي "ليت لي جناحين كالحمامة" (مز55: 6)، وأنا أيضًا أقول ذلك بجراءةٍ مستخدمًا نفس الكلمات: مَنْ يعطيني تلك الأجنحة حتى يطير عقلي محلِّقًا في أعالي تلك الكلمات السامية؟

حينئذٍ سأترك ورائي الأرض برمتها وأجتاز الهواء متطلِّعًا للوصول إلى عنان السماء وأبلغ إلى النجوم وأعاين ترتيبها ونظامها. ولكنني حتى هناك لن أتوقف بل أعبر إلى ما ورائها وأصير غريبًا عن كل ما يتحرك ويتغير، وأدرك الطبيعة الثابتة والقوة غير القابلة للتحرُّك الكائنة بذاتها، والتي تقود وتحفظ وجود كل الأشياء، لأنّ كل الأشياء تعتمد على إرادة الحكمة الإلهية التي لا توصف. فيجب أن يصير عقلي أولاً بمعزل عن أي شيء قابل للتحول والتغيير، ويستقر بهدوء في راحةٍ روحيةٍ خاليةٍ من الحركة، وذلك حتى يصير قريبًا من ذاك الذي هو غير قابل للتغيير بالكلية، وحينئذٍ يمكنه أن يخاطبه بهذا الاسم الأكثر أُلفةً: " بابا ".

أي روح يجب أن تكون للإنسان ليقول هذه الكلمة؟!

أيّة ثقةٍ، وأي نقاوةٍ للضمير؟!

فلنفرض أنّ الإنسان يحاول أن يفهم الله بقدر المستطاع من الأسماء التي يُدعَى بها وينقاد بذلك إلى فهم المجد الذي لا يوصف، فهو سيتعلّم أنّ الطبيعة الإلهية مهما كانت فهي في ذاتها خيرٌ مطلق وقداسة وفرح وقوة ومجد وطهارة وأبدية، بشكل قاطع دائماً لا تتغير. هذه الصفات وأي صفاتٍ أخرى يمكن أن تخطر على البال ويمكن للإنسان أن يعرف منها عن الطبيعة الإلهية - سواء من الأسفار المقدسة أو من تأملاته - هل يمكنها أن تجعله يتجاسر على أن ينطق داعيًا هذا الكائن الأعظم أبوه؟


إن كان له أي إحساس فلن يجرؤ على أن يدعو الله أبًا طالما أنه لا يرى في ذاته نفس الأمور التي يراها في الله. لأنه يستحيل من الناحية الطبيعية أنّ الصالح في جوهره يكون أبًا لمشيئةٍ شريرة، والقدوس أن يكون أبًا لذي الحياة النجسة. ولا يمكن لمن لا يتغير أن يكون أبًا لمن يتقلّب من جانبٍ إلى آخر، ولا لأبي (منشأ) الحياة أن يكون له ابن خاضع للموت بسبب الخطية. إنّ الكلّي الطهارة لا يمكن أن يكون أبًا للذين أخزوا أنفسهم بأهواء غير لائقة، ولا للذي يسكب النافعات أن يكون أبًا لمن يطلب ما لذاته. وباختصار، فإنّ ذاك الذي هو الصلاح النقي لا يمكن أن يكون أبًا للمنهمكين بكليتهم في الشر. فإذا كان الإنسان عندما يمتحن نفسه يجد أنه لا زال يحتاج إلى أن يتطهّر لأنّ ضميره ممتلئ بوصمات شريرة، فهو لا يستطيع أن يُقحم نفسه في عائلة الله حتى يتنقّى من جميع الشرور. الإنسان الظالم والنجس لا يستطيع أن يقول "بابا" لمن هو بارٌ وطاهرٌ، حيث إنّ ذلك يعني أنه يدعو الله أبًا لشرِّه، وهذا ليس إلاّ كبرياء وتهكم. لأنّ كلمة "أب" تشير إلى السبب أو العلّة لما هو موجود بواسطته.

فإذا كان الإنسان الذي يلومه ضميره على الشر يدعو الله أباه، فهو يؤكد بأنّ الله هو بالضبط سبب وأصل شروره. إلاّ أنّ "أيّة شركةٍ للنور مع الظلمة" (2 كو6: 14) كما يقول الرسول؟ ولكن النور يقترن بالنور، والبر بما هو بار، والجمال بما هو جميل، وعدم الفساد بما هو غير فاسد. "لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا رديئة" (مت7: 18)، فإذا كان واحدًا قد »تثقّل قلبه ويبتغي الكذب« (مز4: 2) كما يقول الكتاب، ومع ذلك فهو يتجاسر على استعمال كلمات الصلاة، فليعلم أنه لا يدعو الآب السماوي أباه بل إنه يدعو الجهنمي (أي الشيطان)، الذي هو نفسه كذاب وأبو كل كذب، والذي هو خطية وأبو الخطية (اُنظر يو 8: 44). ولذلك فإنّ الرسول يسمي الخاضعين للأهواء: »أبناء الغضب« (أف2: 3)، والرب يسمي الذي خسر  الحياة الحقيقية »ابن الهلاك« (يو17: 12)، ويوصَف الكسول والمخنث بأنه "ابن الجواري" (اُنظر يهوديت 16: 12). هكذا وبنفس الطريقة، فإنّ ذوي الضمير النقي يُدعون، على العكس، "أبناء نور وأبناء نهار" (1تس5: 5؛ أف5: 8)، والذين يتوقون إلى القوة الإلهية يُدعون "أبناء القوة".

فإذا كان الرب يعلّمنا في صلاته أن ندعوا الله أبًا، فيبدو لي أنه لا يفعل سوى أنه يضع أمامنا أسمى نوع من الحياة كناموس لنا. لأنّ "الحق" لا يعلّمنا أن نكذب ونصف أنفسنا بما ليس هو حالنا، وأن نستعمل اسمًا ليس لنا حق فيه. ولكننا إذا دعونا ذاك الذي هو غير فاسد وبار وصالح أبًا لنا فعلينا أن نثبت بحياتنا أنّ هذه القرابة حقيقية. 

أَتُرى كم نحتاج إلى استعداد، وأي نوع من الحياة علينا أن نعيش؟

وأيّة حرارةٍ يجب أن تكون عليها غيرتنا، حتى تحقق ضمائرنا نقاوةً تعطينا شجاعةً أن نقول لله »يا بابا«؟

لأنك إذا قدّمت مثل هذه الصلاة بشفتيك وأنت مولعٌ بحب المال ومشغول بخداعات العالم، وأنت تجري وراء الشهرة بين الناس، أو مستعبَدٌ للشهوات الجسدية، فماذا تظن فيما سيقوله الله الذي يرى حياتك ويعلم حقيقة صلاتك؟ يبدو لي أنّ الله سيقول لمثل هذا الإنسان شيئًا مثل هذا:

أنت ذو الحياة الفاسدة تدعو ينبوع عدم الفساد أبًا لك؟
لماذا تنجِّس الاسم الطاهر بنطقك الدنس؟
لماذا تنافق بهذه الكلمة وتشتم الطبيعة غير الدنسة؟
لو كنتَ ابني لكانت حياتك تتسم بصفاتي الصالحة.
إنني لا أتعرّف على صورة طبيعتي فيك. 
إنّ صفاتك هي على العكس تمامًا مني. 
"أيّة شركةٍ للنور مع الظلمة"؟
أيّة صلةٍ بين الموت والحياة؟
كيف يمكن أن توجد ألفة بين الطهارة والنجاسة؟
إنّ معطي الصالحات لَهو أبعد ما يكون عن الإنسان الطماع،
ولا يمكن أن توجد علاقة بين مَنْ هو رحيم ومَنْ هو قاسي.
الشرور التي فيك لها أبٌ آخر، لأنّ ذرّيتي يجعلها صلاح أبيها جميلة ورائعة.
ابن السيد الرحيم والطاهر يكون هو نفسه رحيماً وطاهراً،
والفاسد لا علاقة له بغير الفاسد.
وباختصار فإنّ الصلاح يأتي من الصلاح، والبر من البر؛
أمّا بخصوصك فلا أعلم من أين أنت.

بناء على ذلك، من الخطر أن يتجاسر الإنسان ويستعمل هذه الصلاة ويدعو الله أبًا له قبل أن تتطهّر حياته.

ولكن دعنا نصغي مرةً أخرى إلى كلمات الصلاة، فربما بكثرة تكرارها نُعطَى أن نفهم بعضًا من معانيها المستترة: "أبانا الذي في السموات". واضح مما قلناه أنّ الإنسان ينبغي أن يكتسب رضى الله بحياته الفاضلة، ولكن يبدو لي أنّ كلمات الصلاة تشير إلى معنى أعمق، لأنها تذكّرنا بوطننا الأصلي الذي سقطنا منه وحق بنويتنا النبيل الذي فقدناه. ففي قصة الشاب (الابن الضال) الذي ترك بيت أبيه وذهب بعيدًا ليعيش بطريقة الخنزير، نجد أن الكلمة الإلهي يُظهِر بؤس  الإنسان في مَثَل يحكي لنا عن رحيله وحياته الخليعة، وأنه لا يُعيده إلى حياته السعيدة السابقة قبل أن يصير على درايةٍ واعيةٍ بسوء حالته الحاضرة، ويرجع إلى داخل نفسه مردِّدًا كلمات التوبة.

نجد أن كلمات التوبة هذه تتفق مع كلمات الصلاة الربانية، لأنه قال: "يا أبي، أخطأتُ إلى السماء وقدامك" (لو15: 21). إنه ما كان ليضيف إلى اعترافه أنه أخطأ إلى السماء لو لم يكن قد اقتنع أن الوطن الذي تركه عندما أخطأ كان هو السماء. ولذلك فقد منحه هذا الإعتراف عبورًا سهلاً إلى الآب الذي أسرع نحوه واحتضنه وقبّله. وهذا يعني نير كلمة الله التي وُضِعت على عاتق الإنسان بواسطة الفم، أي بواسطة تقليد الإنجيل، بعد أن طرح عنه نير الوصية السابق بتحريره من الناموس القديم. وقد ألبسه حُلّةً، ليست أخرى، بل الحلّة الأولى التي حُرم منها بعصيانه، بعد أن ذاق من الثمرة المحرَّمة ورأى عُريه الذاتي. كما »جعل خاتمًا في يده«(لو15: 22) لأنّ النقش على الخاتم يعني استعادة صورة الله فيه مرةً أخرى. ولكنه أيضًا ألبسه »حذاءً في رجليه« وذلك حتى إذا اقترب من رأس الحيّة لا تلدغه في كعبه العاري.

وعلى ذلك فرجوع الشاب إلى بيت أبيه صار له فرصة لاختبار عطف أبيه ومحبته، لأنّ هذا البيت الأبوي هو السماء التي أخطأ إليها كما قال لأبيه. وبنفس الطريقة يبدو لي أنه إذا كان الرب يعلّمنا أن ندعو الآب الذي في السماء فهو يقصد أن يذكّرنا بوطننا الأصلي الجميل، وهو بذلك إذ يضع في أذهاننا رغبةً أقوى لتلك الصالحات فهو يضعنا على الطريق الذي يقودنا، عائدًا بنا إلى وطننا الأصلي.


إن الطريق الذي يعود بالطبيعة البشرية إلى السماء، ليس سوى تجنُّب شرور العالم بالهروب منها. ومن الناحية الأخرى، فإنّ الغرض من الهرب من الشرور يبدو لي أنه هو تمامًا تحقيق مشابهة الله فينا. أن نصير مثل الله يعني أن نصير أبرارًا وقديسين وصالحين وما شابه ذلك. فإذا تجلّت في إنسان سمات هذه الفضائل سوف يعبر آليًا وبدون جهدٍ من هذه الحياة الأرضية إلى حياة السماء، لأنّ البعد بين الحياتين الإلهية والبشرية ليس بُعدًا مكانيًا حتى إنه يحتاج إلى آلة ميكانيكية ينتقل بها هذا الجسد الأرضي الثقيل إلى الحياة المعقولة المجرّدة من الجسد. فإذا كانت الفضيلة منفصلة حقًا عن الشر فهي توجد في مجال حرية اختيار الإنسان بحيث يكون حسب رغبته. وطالما أن اختيار الصلاح لا يتبعه أي جهدٍ - لأنّ امتلاك الأمور التي يختارها الإنسان يتبع فعل الاختيار - فإنّ الإنسان يُخوَّل له أن يكون في السماء في الحال، لأنه يكون قد أمسك بالله بقلبه.


وإذا كان »الله في السماء« حسب الكتاب (مز115: 3)، وأنت كما يقول النبي: »تقترب إلى الله« (مز73: 28)، فيتبع ذلك أنك لا بدّ أن تكون حيث يوجد الله لأنك تكون متحدًا به. وطالما أنه أوصى أن تدعو الله في الصلاة أبًا، فهو يخبرك ألاّ تفعل أقل من أن تصير مثل أبيك السماوي بحياةٍ جديرةٍ بالله، مثلما يأمرنا بوضوح أكثر قائلاً: »كونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذي في السموات هو كامل« (مت5: 48).



فإن كنا قد فهمنا الآن معنى هذه الصلاة، يكون الوقت قد حان لنعدّ نفوسنا لكي ننطق بدالة الثقة بتلك الكلمات: »أبانا الذي في السموات«. لأنه كما توجد صفات واضحة لمن يكون بشبه الله، تلك التي بها يصير الإنسان ابنًا لله. (لأنه يقول: »أمّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله« (يو1: 12)، فالذي يقبل الصلاح الكامل يقبل الله). هكذا أيضًا توجد علامات أكيدة تخص الشخصية الشريرة التي لا يمكن أن يكون حاملها ابناً لله، لأنه موسوم بصورة الطبيعة المضادّة.

أَتريد أن تعرف صفات الشخصية الشريرة؟ إنها الحسد والحقد والافتراء والخداع والجشع والشهوة والطموح الجنوني. بهذه وما شابهها يمكن التعرُّف على شخصية العدو، فالإنسان - المشبّعة نفسه بمثل هذه الوصمات - إذا دعا أباه، فأي نوع من الآباء يسمعه؟ واضح أنه لا بدّ أن يكون شبيهًا بمن يدعوه، وهذا طبعًا لن يكون هو الآب السماوي، بل الجهنمي، لأنّ الذي يحمل ملامح أسرته يتعرّف بالتأكيد على شبيهه. وعلى ذلك، فطالما أنّ الإنسان الشرير يداوم على سيئاته فصلاته تكون مجرد استدعاء للشيطان، ولكنه عندما يتخلّى عن سيئاته ويعيش حياة صالحة فإنّ صلاته تكون دُعاءً للآب الصالح. لذلك، فقبل أن نقترب من الله يجب أن نمتحن أنفسنا إن كان لنا في أنفسنا شيء جدير بقرابتنا لله، وهكذا تكون لنا دالة أن نستعمل كلمة “أبانا”.

ذاك الذي أوصانا أن نقول: “أبانا” لم يسمح لنا أن ننطق بالكذب. فالذي يعيش بطريقةٍ جديرةٍ بالسمو الإلهي له الحق في أن يتطلّع إلى المدينة السماوية داعيًا ملك السماء أبًا له والسعادة السماوية وطنه الأُمّ، لأنه ما هو الغرض من هذه المشورة؟ هو أن يفكّر الإنسان في الأمور الفوقانية حيث يوجد الله. هناك ينبغي أن توضع أساسات البيت، هناك تُكنَز الكنوز، والقلب يثبت، »لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا« (مت6: 21). فعلينا أن نداوم على النظر إلى جمال الآب ونُشكل جمال نفوسنا على جماله.

»ليس عند الله محاباة« (رو2: 11) كما يقول الكتاب. فليكن جمالك أيضًا خاليًا من هذا اللوم، فاللاهوت نقي من الحسد ومن كل وصمة هوى، وعلى ذلك فلا تدع مثل تلك الأهواء تدنّسك، لا حسد ولا أمور باطلة ولا أي من هذه الأمور التي تلوث الجمال الإلهي. فإذا كنتَ هكذا فيمكنك أن تخاطب الله بدالةٍ باسمٍ حميم وتدعو رب الكل أبًا لك. إنه سينظر إليك بعيني أبٍ، إنه سيُلبِسك الرداء الإلهي، ويزينك بخاتم، إنه سيجعل في رجليك حذاء الإنجيل لأجل الرحلة الصاعدة، وسوف يعيدك لوطنك السماوي، في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد والقوة إلى أبد الآبدين آمين.






Reference: Ancient Christian Writers, Gregory of Nyssa, The Lord's prayer, Vol. 18, translated by Hilda Graff, Paulist Press
 

الاثنين، 30 سبتمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

انتزع منى القلب الحجرى ـ القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين

انتزع منى القلب الحجرى ـ القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين

اللهم اغفر لى انا الخاطى
لأنى لا استطيع ان ارفع عينى اليك
لأنى أخزى من أجل كثرة أثامى
اللهم لا تحسب على أثامى
بل اصنع معى رحمة فى ملكوتك
اللهم انى اتضرع اليك
وأسألك من أجل نفسى وجسدى البائسين
اعطنى ان اصنع ارادتك
و لترشدنى رحمتك
أيها الرب الأله ….
اغفر لى خطاياى
و استرعلى اثامى
نجنى من غضبك و رجزك
ماذا أقول حين مثولى بين يديك
و بما أتزكى حين تحاكمنى ؟
يا يسوع المسيح ….
دبرنى
واسترنى من أهوال لجة الشيطان
ضع سلامك و اسمك القدوس على
ايها الرب الساكن فى السموات ….
لتدركنى رحمتك و تسترنى
لا تسلمنى بيد العدو
انى القيت كل اهتمامى عليك ايها المسيح ابن الله
فلا تتركنى عنك
اذا ملت الى الشر لا تتركنى
ولا تدعنى اسير حسب شهواتى الرديئة
لا تدع تبكيتى ليوم دينونتك العظيم
لا تقض على كاستحقاق خطاياى
استر فضيحة عريى امام منبرك المرهوب
طهرنى كى لا يوجد دنس فى نفسى بين يديك
ايها الآله محب البشر …..
حصن نفسى بدمك الكريم
اللهم أضبط أهواء الخطية التى فى بخوفك
وايقظنى من سنة الغفلة التى تنتج من نبع الخطية الردىء
واحفظنى من الضلالة والزلق بشفتى
اجعل ملاكك الطاهر طاردا عنى كل تجديفات الخطية
أهلنى لأن يجد روحك هيكلا في
هب لى ان تسبحك نفسى و روحى كل ايام حياتى
اللهم استجب لى ككثرة رحمتك
واقبل منى صلاتى و ابتهالى بين يديك
نجنى لكى لا اخطىء اليك
واعطنى سبيلا ان اصنع مشيئتك
لا تنزع نعمتك منى و تبعدنى من معونتك
احفظنى لك هيكلا مقدسا
طهر قلبى و لسانى و جميع حواسى
انتزع منى القلب الحجرى و انعم على بقلب منسحق لأتضرع أمامك
لا ترفضنى بما انك دعوتنى لانى عاجز جدا لأجل خطاياى
ارحمنى يا من له سلطان الرحمة
اجعلنى مستحقا ان اباركك كل الأوقات الى النفس الأخير
ثبت كلماتك المقدسة فى قلبى و نفسى
نجنى من جميع فخاخ الشرير
دبر سيرتى كما يرضيك
تراءف على و اسمع صراخى
استجب لتضرعى و اقبل صلاتى
لا تبعد صلاتى منك ولا رحمتك عنى
فلتدخل صلاتى امامك
انصت لصوتى و ليدخل اليك صراخى
لتستقم صلاتى امامك كرائحة بخور طيبة بين يديك
لا تحاكم عبدك …. فانه لا يتزكى امامك احد
فان لك الملك و القوة و المجد الى الأبد
آمين
الجمعة، 27 سبتمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

طبيعة المسيح




St-Takla.org         Image: Jesus Christ Pantokrator, Coptic icon at St, Mina Monastery, Mariout, Egypt صورة: أيقونة السيد المسيح الضابط الكل، البانطوكراتور، فريسكو في دير مارمينا، مريوط، مصر

41- ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟



لقد اتحدت في السيد المسيح الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية كما رأينا بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغييّر، وبدون افتراق ولا انفصال، والإتحاد هو إتحاد طبيعي أقنومي على مستوى الطبائع وليس على مستوى الأشخاص، فشخص الله الكلمة اتخذ جسدًا ذو نفس عاقلة " والكلمة صار جسدًا" (يو 1: 14) وكان نتيجة هذا الإتحاد العجيب هو الإله المتأنس الذي يجمع بين صفات الطبيعة الإلهية وصفات الطبيعة البشرية، ونعود ونقول إن أقرب مثال على هذا هو الإنسان في إتحاد عنصريه الروح والجسد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيِيّر، ويقول نيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدَّس "هل اللاهوت تحوَّل إلى جسد؟ وهل الناسوت تحوَّل إلى لاهوت؟ لم يتحوَّل اللاهوت إلى جسد، ولا الناسوت إلى لاهوت، لكن في إتحادهما ونتيجة لهذا الإتحاد كان شخص السيد المسيح الذي يُفرّح القلوب. كان السيد المسيح مثلًا بمجرد أن يلمس أبرصًا يطهُر من برصه، فهذه اليد ليست يد عادية لأنها متحدة باللاهوت. قال له الأبرص " إن أردت تقدر أن تطهرني.. فمد يده ولمسه.. وللوقت.. ذهب عنه البرص" (مر 1: 40-42) (1).
ففي التجسد أتحدت الطبيعة الإنسانية المحدودة بالطبيعة الإلهية غير المحدودة، فكان نتيجة إتحاد الطبيعتين هو الله المتأنس غير المحدود، ويمكن التعبير عن هذا المعنى بالمعادلة الآتية:
طبيعة بشرية محدودة × طبيعة إلهية غير محدودة = الله المتأنس غير المحدود.


وتعتبر عقيدة الطبيعة الواحدة كما قلنا من قبل في منتهى الأهمية، وبناءً عليها يتوقف خلاص الإنسان، لأنه لو ظلتا الطبيعتان منفصلتان لضاعت عقيدة الفداء أدراج الرياح، وهذا ما حمله لنا الفكر النسطوري، وفكر لاون من رياح فاسدة تقود للهلاك.. لماذا؟ لأنه في ظل انفصال الطبيعتين يكون المصلوب إنسانًا وليس إلهًا، وموت إنسان برئ محدود بلا شك يعجز تمامًا عن فداء البشرية في كل مكان وزمان، فهو لا يفدي إلا إنسانًا واحدًا فقط لا غير.. من أجل هذا تمسكت الكنيسة بعقيدة "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة" والآن لندخل معًا يا صديقي إلى بستان الآباء القديسين لندرك مدى أهمية هذه العقيدة:
القديس فيلكس أسقف روما: الذي وُلِد سنة 210 م قال "نؤمن الآن بالمسيح يسوع إلهنا، ونعترف بأقنومه الواحد والشخص الواحد والطبيعة الواحدة التي لله الكلمة صار جسدًا، وأيضًا بالحبل بلا زريعة هو الله الكلمة صار جسدًا" (1).
القديس بوليدس أسقف روما: قال عن السيد المسيح "فهو إذًا طبيعة واحدة وشخص واحد، وليس له ما يُقسم به أثنين، وليس للجسد طبيعة منفردة في ناحية، ولا اللاهوت طبيعة منفردة في ناحية.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بل مثل الإنسان الذي هو طبيعة واحدة، كذلك المسيح الذي صار في شبه البشر، فإن كانوا لا يعرفون الواحد بالإتحاد، فقد يمكنهم أيضًا أن يقسّموا الواحد كثيرًا، ويقال أنه طبائع كثيرة، لأن الجسد مجموع من أشكال كثيرة، من عظام وعروق ولحم وجلد وأظافر وشعر ودم وروح، وهذا كله متغير بعضه مع بعض وهو بالحقيقة طبيعة واحدة، واللاهوت والجسد هو واحد، لا ينقسم طبيعتين.. يلزم الذين يعتقدون بطبيعتين أن يسجدوا للواحدة ولا يسجدون للأخرى، وأن يعتمدوا بالتي لللاهوت ولا يعتمدون بالتي للناسوت" (2).
البابا أثناسيوس الرسولي: قال " وهذا الواحد هو الإله، وهو ابن الله بالروح، وهو ابن الإنسان بالجسد، ولسنا نقول عن هذا الابن الواحد أنه طبيعتان، واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها. بل طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة، ونسجد له مع جسده سجدة واحدة، ولا نقول باثنين واحد هو ابن الله بالحقيقة وله نسجد، وآخر هو إنسان من مريم ولسنا نسجد له.. الذي وُلِد من العذراء القديسة هو ابن الله بالطبيعة وهو إله بالحقيقة وليس بالنعمة، فالذي يُعلّم غير هذا التعليم الذي هو من الكتب الإلهية ويقول أن ابن الله هو غير الإنسان المولود من مريم ويجعله ابنًا بالنعمة مثلنا.. فهذا الكنيسة المقدسة تحرمه" (3).
البابا كيرلس الكبير: قال في رسالته إلى سوقينوس "إن الطبائع قبل الإتحاد طبيعتان، وأما بعد الإتحاد فلا نفرق الطبيعتين من بعضهما ولا نقول أنهما ابنان ولا نفصل ذلك الذي لم ينقسم، بل نقول أن الابن واحد كما قال الآباء وكيان الكلمة المتجسد واحد" (1).
وفي رسالته إلى يوحنا الأنطاكي قال " هو مولود من الآب قبل الدهر بحسب لاهوته، وانه هو نفسه في الأيام الأخيرة، من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلِد من العذراء بحسب ناسوته.. هو نفسه من الجوهر نفسه الذي للآب حسب لاهوته، ومن نفس الجوهر الذي لنا بحسب ناسوته، لأنه قد حدث إتحاد بين الطبيعتين لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، وبحسب هذا الفهم للإتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هي والدة الإله" (2).
وعندما أرسل إلى البابا كيرلس سوكنس أسقف دياقيصارية الهيسوريا يسأله عما يقوله البعض أن للمسيح طبيعتين، فرد عليه قائلًا " ترى طبيعتين اجتمعتا بإتحاد من غير افتراق ولا امتزاج ولا استحالة، فالجسد هو جسد وليس هو لاهوتًا، وإن كان قد صار جسد الله، والكلمة أيضًا هو الإله وليس هو جسدًا.. إن الطبيعتين اجتمعتا طبيعة واحدة ومن بعد الإتحاد لا نفرق بعضهما من بعض، ولا نقسم الواحد الغير مقسوم ونجعله أثنين، بل نقول إنه ابن واحد وحيد مثلما قال آباؤنا، انه طبيعة واحدة الكلمة الذي تجسد" (3).
يوحنا الأنطاكي: جاء في رسالته التي أرسلها للبابا كيرلس، وقد وافق عليها البابا كيرلس " نعترف أن ربنا يسوع، ابن الله الوحيد، هو إله كامل وإنسان كامل ذو نفس عاقلة وجسم، وهو مولود من الآب قبل الدهر بحسب لاهوته، وانه هو نفسه في الأيام الأخيرة، من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلِد من العذراء بحسب ناسوته، وهو نفسه، من الجوهر نفسه الذي للآب حسب لاهوته، ومن نفس الجوهر الذي لنا بحسب ناسوته، لأنه قد حدث إتحاد بين الطبيعتين. لأجل هذا نعترف بمسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، وبحسب هذا الفهم للإتحاد بدون اختلاط نعترف بأن العذراء القديسة هي والدة الإله، لأن الكلمة قد تجسد وتأنس، ومنذ ذات الحمل به وحَّد الهيكل الذي أخذه منها مع ذاته" (1).
البابا ديسقورس: قال "لا يجب أن يقال طبيعتان بعد التجسد والإتحاد بل طبيعة واحدة للإله المتجسد" (2).
القديس غريغوريوس النزينزي: قال "ليس المسيح طبيعتين بعد الإتحاد ولا مفترقًا ولا مختلطًا فيما اجتمع من الجهتين، طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت اجتمعتا إلى وحدانية وصارتا واحدًا" (3).
القديس غريغوريوس النيؤلوغوس: قال "ليس الذي ولدته مريم إنسانًا مُعرَى من اللاهوت.. بل ابن واحد، وليس للمسيح طبيعتان بعد الإتحاد ولا هو مفترقًا ولا مختلطًا فيما اجتمع من الجهتين، لأن طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت اجتمعتا إلى وحدانية وصارتا واحدًا وشخصًا واحدًا، ليس لهذا الأقنوم الواحد تغييّر بل هو كامل في كل شيء في النفس والعقل" (4).
القديس باسيليوس: قال "لسنا نقول عن الابن أنه اثنان، ولا نقول اللاهوت منفردًا بذاته ولا الناسوت بذاته، بل نقول طبيعة واحدة وأقنومًا واحدًا" (5).
إبن المكين: ونقتطف بعض العبارات من أقواله "إن الإتحاد كان بين الأزلي والزمني كإتحاد النفس بالبدن.. فصار الأزلي والزمني واحدًا.. وكل واحد من الجوهرين حافظ حقيقته لا تغيُّر فيها ولا استحالة.. لأن المفهوم من الإتحاد إنما هو مصير شيئين أو أكثر من شيئين شيء واحد.. فالمسيح إذًا هو واحد.. وهذا الواحد الموجود من الجوهرين لا يصح أن نطلق عليه إله وإنسان. بل إله متأنس.. إن كان بعد الإتحاد إلهًا وإنسانًا فهو إرادتان ومشيئتان. وقد قلت أن معنى الإتحاد يبطل هذا الرأي، فهو واحد موجود من جوهرين أزلي وزمني يصح عليه إطلاق التضاد فنقول: المسيح مات وأقام الموتى، والمسيح رسول ومُرسِل الرسل، والمسيح تألم والمسيح لم يتألم. وهذا الكلام لا يلزم منه وجود التناقض عند من يعلم شروط التناقض.. فهو جوهر من جوهرين، وليس جوهرين من بعد الإتحاد {وضرب مثلًا على هذا بالإنسان} فنقول أن الإنسان مائت وغير مائت، نائم وآكل وغير نائم وغير آكل. لأن البرهان قد قام على أنه جوهر من جوهرين، حقيقة من حقيقتين. من نفس غير مائتة ولا مركَّبة ومن جسم مائت ومركَّب، ولا يصح عليه التناقض" (1).
وقال أيضًا مشبهًا إتحاد اللاهوت بالناسوت بإتحاد النفس بالجسد في الإنسان الواحد " هذا (الإنسان) واحد من أثنين، لا اثنان، أعني أن جوهرية نفسه وجسمه لم يتغيرا بعد إتحادهما، وهو واحد قائم من أثنين متضادين لأنه لا يصح لنا ولا يجوز أن نقول أن فعل بولس مثلًا وكلامه صادران عن بولسين، وكذا لا نقول أن أفعال بطرس وكلامه صادرة عن بطرسين، فهو واحد وإن كان متقومًا عن أثنين" (2).
القديس بطرس السدمنتي: قال " إن الإله الكلمة نزل من السماء من غير انتقال ولا تغيير وتجسد من مريم العذراء بجسد كامل ذي نفس عاقلة ناطقة، فصار بالإتحاد أقنومًا واحدًا وطبيعة واحدة.. واشتق له من الإتحاد اسم حادث الذي هو المسيح. أنه لم يُسمى مسيحًا إلاَّ بإتحاد اللاهوت بالناسوت، وإذا كان الإتحاد قد أحَّدهما وجعلهما طبيعة واحدة فلا يجوز في العقل ولا في الشرع أن يقال أن فيهما بعد طبيعتين بل طبيعة واحدة.
هل حصل مابين اللاهوت والناسوت إتحاد أم لا؟ فإن أنكر ( المعترض) يُكفَر بإجماع الفرق الثلاثة (اليعقوبية والملكية والنسطورية) وإذا قال بل صار الإتحاد. قلنا: وما هو الذي اتحد عندك؟ إذا كانت الطبائع اثنتين، والجواهر أثنين، والأفعال أثنين، والمشيئات أثنتين، فما ترى الإتحاد عندك قد عمل شيئًا، سواء اتحدا أو لم يتحدا، هما كان أثنين وقد بقيا أثنين.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). بهذه الأدلة ثبت عندنا القول بأنه أقنوم واحد، طبيعة واحدة، جوهر واحد، فعل واحد، مشيئة واحدة" (1).
الأنبا يوساب الأبح: قال "لا نقول أن في المسيح بعد الإتحاد طبيعتين أو أقنومين أو فعلين، بل طبيعة واحدة وفعل واحد يصدر عن المسيح الواحد".
وجاء في كتاب الإيمان الصحيح في السيد المسيح ص 92، 93 طبعة بيروت 1864 م. أن المجمع اللاتراني المنعقد سنة 649 م. نص في القانون الخامس على أن "من لا يعتقد بموجب رأي الآباء القديسين أنه توجد طبيعة واحدة للإله الكلمة في المسيح خاصة وحقًا، دلالة على أن المسيح أخذ جوهرنا كله كاملًا ماعدا الخطية فليكن محرومًا" وهذا جعل أحد الأساقفة اللاتين يعلق قائلًا "إنالكنيسة الرومانية تعتقد وتعلم بوجود طبيعتين في المسيح، ثم تطعن بالحرم من لا يعتقد بأن المسيح هو طبيعة واحدة للكلمة المتجسد، كما تدوَّن ذلك في المجمع اللاتراني المنعقد بأمر القديس مرتينوس البابا" (2).
قداسة البابا شنودة الثالث: قال " مَنْ الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلهًا فقط؟ أم ولدت إنسانًا فقط، أم ولدت إلهًا وإنسانًا؟ أم ولدت الإله المتجسد؟
من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهًا فقط لأنها ولدت طفلًا رآه الكل، ولا يمكن أن تكون ولدت إنسانًا فقط، لأن هذه هي طريقة نسطور! ثم ما معنى قول الكتاب " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لو 1: 35)؟
وما معنى إن ابنها يُدعى عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23) وما معنى قول أشعياء النبي "لأنه يولد لنا ولد ونُعْطَى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبا أبديًا رئيس السلام" (أش 9: 6) إذًا هو لم يكن مجرد إنسان ، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلهًا.
والعذراء أيضًا لم تلد إنسانًا وإلهًا، وإلاَّ كان لها ابنان. الواحد منهما إله والآخر منهما إنسان. لم يبق إلاَّ أنها ولدت الإله المتجسد.
إن المسيح ليس ابنين، أحدهما ابن الله المعبود، والآخر إنسان غير معبود. ونحن لا نفصل بين لاهوته وناسوته. لقد اتحدت في المسيح الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في بطن العذراء. لذلك حينما زارت العذراء أليصابات قالت لها القديسة العجوز "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ" (لو 1: 34) وكانت مريم حُبلى ولم تلد ودُعيت أم الرب. إذًا ابن الله الوحيد هذا هو الذي نزل من السماءوتجسد، فالمركز الأصلي له هو لاهوته الذي نزل من بطن العذراء وتجسد، ولذلك استطاع أن يقول " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58) والذي قال هذا يسوع المسيح وهو يكلم اليهود، ولم يقل لاهوتي كائن قبل إبراهيم. وإنما قال " أنا كائن" مما يدل على وحدة الطبيعة فيه" (1).
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

رؤيا – القديس متاؤس الفاخوري

رؤيا – القديس متاؤس الفاخوري



رأيت الأنبا انطونيوس والأنبا مكاريوس والأنبا باخوميوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين ينادون ويقولون لي: “تعال الينا”, فقمت ومشيت معهم الي أن وصلت الي مكان ودخلت فيه معهم, ووجدت جمعا كثيرا مهيب المنظر جدا, وقد أتوا ليسلموا علي, ولما سلموا علي قالوا لي: “مرحبا بقدومك الينا, هوذا اليوم تجئ وتسكن عندنا في فردوس الأبرار”, ثم رأيت حصنا عظيما منيعا وبابه عاليا جدا وهو مُرصع بالجواهر الكريمة والذهب, فلما وصلت للباب سمعت صوتا يقول:“افتحوا باب الدار ليدخل متاؤس”.
اما انا فلما سمعت هذا الكلام تخوفت, ثم دخلت وأنا بخوف شديد ورعدة عظيمة, فرأيت ساحات عظيمة حتي ظننت ان كل ساحة تساوي ميلين أو ثلاثة في الطول, ثم رأيت كراسي متلاصقة بعضها ببعض وجماعة عظيمة من الرهبان جالسين عليها وهم منيرون جدا, أما أنا فقلت للذين يسيرون معي: “يا ساداتي من هم الجالسون علي هذه الكراسي العظيمة ؟”, فقالوا لي: “هؤلاء الذين تراهم هم آباء الاسكيم المقدس وآباء الرهبان, كل واحد منهم جالسا وسط أولاده اللابسين اسكيم الرهبنة الملائكي”, ثم قالوا لي: “انظر الي هؤلاء الاربعة النورانيين, انهم القديس انطونيوس أب جميع الرهبان, والقديس مكاريوس الكبير أب جبل شيهيت, والقديس الأنبا باخوميوس أب الشركة, والرابع هو القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين”.
بعد ذلك أخذوني وأقاموني قدامهم بخوف عظيم, فتقدمت وسجدت قدامهم, فقال لي واحد منهم وكان بيده منشور: “يا متاؤس”, فقلت: “نعم يا أبي وسيدي”, فقال لي:“قم مسرعا وامض الي ديرك لأنهم سوف يسألونك عنه وعن أولادك الرهبان الذين في الدير وعن كل أفعالهم وعن صلواتهم التي يقدمونها لله, وبالأكثر عن الصدقة التي يوزعونها علي باب الدير, لأن عندهم في ذلك توان وكسل, واعلم ان هذا مطلوب منك في اليوم السابع من شهر كيهك”, وكانت هذه الرؤيا في اليوم الثالث منه.
أما أنا يا أولادي فلما استيقظت من الرؤيا
جمعتكم الي هنا لأقص عليكم ما رأيت
والآن يا أولادي الأحباء
عيشوا مع بعضكم في محبة
لأني ماض الي الله
وأقرئكم السلام باسم يسوع المسيح
لأني بعد ثلاثة ايام انتقل من هذا العالم الزائل
واني استودعكم بسلام الرب الاله صاحب كنوز الرحمة
واسأله أن يحفظكم بملائكته من تجارب العدو
انتم وكل المجمع المقدس الطاهر
وأوصيكم بالمحبة بعضكم لبعض
وواظبوا علي الصدقة والرحمة علي المتضايقين
وكونوا ساهرين في الطلبة الي الله عن اخوتكم المؤمنين الذين في العالم
وكونوا مهتمين أن ترضوا الرب كل حين
…… أرجو من الرب أن يسامحني …… 
السبت، 21 سبتمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

الله الغيور ( تأمل خروج .20)



الله المحب الغيور علي علاقته مع أولاده يبني علاقته علي الإخلاص مع بنيه ولأن شهوة قلبه مختارة أفضل من الذهب والحجر الكثير الثمن وأحلي من العسل والشهد يغير عليها لايريدك أيها الإنسان أن تحب وتعشق غيره ..فالله لا يعطيك جزء من محبته بل كل محبته ويريد أن يجد كل محبتك مصوبة تجاهه  يقول الرب في خروج 20 " 2 «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ.
3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.
5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ" انظروا مقدار الغيره انما مقدار الغيره مقياس لقوة الحب فالله يذكره بعمله العجيب معه حتي يعطيه سببا للحب رغما من أنه له كل الحب في كل وقت وفي كل مكان وزمان ويحذره من افشال الإنسان لعلاقته معه بعدم عبادة وصنع آلهه أخري يعبدها ويقول له علانية  لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ وماهي أذا نتيجة حفظ العلاقة هي كما قال الرب احسانات  "  وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ." ونري غيرة ومحبة الله الواضحة بشكل صريح في انجيل معلمنا القديس متي في هذه الأية " 37 :10" من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني" انه يحبك حبا شخصيا ويغير عليك ولا يريدك أن تحب غيره أي علاقة عميقة مقدارها هذا لا ينظر إليها الإنسان بنظرة من الإهتمام والإخلاص !!! 

                                      صلو عني 

Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

خروج (13،14،15) الله يعبر بنا







بعدما مات كل بكر من أبكار المصريين أطلق فرعون شعب الله ، فخرج بني إسرائيل من مصر "وأخذ موسي عظام يوسف معه لأن يوسف قال لبني اسرائيل الله سيفتقدكم يوما فأخرجوا عظامي من هنا معكم  (13:19) ، فرحلوا وكان الرب يسير أمامهم في النهار كعمود من السحاب وليلا في عمود من نار ليضئ لهم لكي يسيروا في النهار والليل أيضا ، وعمود السحاب أو الدخان يرمز إلي حضور الله وسط شعبه هو حضور قريب وخفي وفي شعائر العبادة يرمزون إلي هذا الدخان بسحاب من بخور يحرقونه علي مذبح البخور ...
ثم بعد ذلك ندم فرعون علي تركه لبني اسرائيل فخرج بجيشه ومركباته .. وهنا هذا الموقف يشبه موقف الشيطان من الإنسان الذي تمرد عليه وعلي عبوديته المره فتركه وهرب من وجهه بعد أن خلصه الله من براثنه بذراع قوية ويد عزيزة ... فيهرول الشيطان مسرعا خلف ذلك الإنسان بمركباته وجنوده ورغم علمه بقوة الله يمضي الشيطان  إلي هلاكه لأن هلاك الإنسان كان ثمينا جدا في عينيه وقد ضاع أمله في استرداده ولكن ينتصر الله للإنسان فيرنم ترنيمة النصر والغلبه مع موسي النبي بعد أن أنقذه الله من عبودية الخطية والشيطان وشق له بحار الجهل ليعبر إلي شاطئ معرفة مجد الله فهو دائما الميناء  الآمن للذين في العاصف فيرنم ويقول :  " الرب عزتي وتسبيحي جاء فخلصني ...الرب سيد الحرووب الرب اسمه ... يمينك يارب معتزة بالقدرة يمينك يارب تحطم العدو ...من مثلك بين الآلهة يارب ؟! من مثلك معتزا في القداسة مخوفا بالتسابيح صانع العجائب ... هديت برحمتك شعبك فديتهم وأرشدتهم بعزتك إلي دارك المقدسه ؛ وشفيتهم لأنك تقول :  " إني أنا الرب شافيك   " . (15:26)  ...
الأربعاء، 11 سبتمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

Popular Post

Blogger templates

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

About

قائمة المدونات الإلكترونية

Seacrh By Labels

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Followers

Powered By Blogger

Advertisement

About

- Copyright © "دعونا نتأمل يقول الروح " -Metrominimalist- Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -