Archive for سبتمبر 2014

الله يعطيك الفرصة للتوبة .. القديس امبروسيوس



إن كان الله لا يدينه ، فهل أنت تدينه ؟!
لقد قال بأن من يؤمن به لا يبقى فى الظلمة ، بمعنى انه قبل الإيمان كان فى الظلمة ، لكنه بعد الإيمان لا يعود بعد فيها ، بل تصلح اخطاؤه ويحفظ وصايا الرب الذى قال : ” إنى لا أسر بموت الشرير ، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا “ ( حز 33 : 11 ) . وكأن الرب يقول : “لقد سبق أن قلت أن من يؤمن بى لا يدان . وأنا أحفظ له هذا ، لأنى لم آت لأدين العالم بل لأخلصه “ ( يو 12 : 47 ). إننى عن طيب خاطر أغفر له ، وبسرعة أسامحه …
“إنى أريد رحمة لا ذبيحة “ ( هو 6 : 6 ) لأنى “لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة “ ( مت 9 : 13 ) ومرة أخرى يقول الرب : “من رذلنى ولم يفبل كلامى فله من يدينه ” (يو 12 : 48) … فالذى رجع عن طريقه يكون قد قبل كلامه ، لأنه هذا هو كلامه أن يعود الكل عن الخطية . وبذلك فإنكم بإدانته تكونون قد أزدريتم بكلام المسيح هذا ، وإلا فاقبلوا الخطاة …
حقا يلزمهم أن ينتفضوا من الخطية ، ويحفظوا وصاياه مزدرين بالأثم … لكن يا لها من قسوة أن نزدرى بتوبة إنسان لم يحفظ بعد وصايا الرب ، وإنما سيحفظها . لنترك الرب نفسه يعلمنا بشأن أولئك الذين لم يحفظوا بعد وصاياه . “إن نقضوا فرائضى ولم يحفظوا وصاياى . أفتقد بعصا معاصيهم ، وبضربات إثمهم . أما رحمتى فلا أنزعها عنهم “ ( مز 89 : 31-33 ). هكذا وعد الجميع بالرحمة .
غفر الرسل الخطايا ، فبأى سلطان تحرمون البعض من الغفران ؟ من الذى يكرم الله أكثر : بولس أم أتباع نوفاتيوس ؟! كان بولس يعلم أن الله رحيم ، وأن الرب يسوع كان يعارض تهور التلاميذ .
انتهر يسوع يعقوب ويوحنا عندما تحدثا طالبين إرسال نار من السماء تهلك أولئك الذين لم يقبلوا الرب . قائلا لهما : “لستما تعلمان من أى روح أنتما . لأن أبن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص “ ( لو 9 : 55 – 56)
- من أى روح انتما ، أنكم لا تحملون حنانى وتزدروا بمراحمى ؟
حقا قال لهما : ” لستما تعلمان من أى روح أنتما “ … أما أنتم فيقول لكم : ” أنكم لستم من روحى ، لأنكم لا تحملون حنانى ، مزدرين بمراحمى ، رافضين توبة من أريد أن أبشرهم بواسطة الرسل بأسمى ” .باطلاً تكرزون بالتوبة وأنتم رافضون ثمارها . لأنه من يقوم بعمل دون أن يشجعه بجزاء أو نتيجة ؟! إذا ، إن كان أحد قد أرتكب خطايا ( تحسبونها خفيفة ) ، ولم يقدم عنها توبة جادة فكيف ينال جزاء ، ما لم تصلحه جماعة الكنيسة ( بحثه على التوبة ) ؟! حقاً ، إننى أريد من الخطاة أن يترجوا المغفرة ، وان يطلبوها بدموع وتنهدات ، مستشفعين بدموع الشعب كله وتوسلاتهم من أجل غفران خطاياهم . وإن تاجلت إعادتهم إلى الشركة فترة أو فترتين ( للتأديب ) … فليزيدوا من دموعهم ، وليأتوا فى ندم عميق … فيقول لهم الرب : “قد غفرت خطاياكم الكثيرة ، لأنكم أحببتم كثيراً “ ( لو 7 : 47 ) .
الجمعة، 12 سبتمبر 2014
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

النسر والديك _ سلوان الآثوسي



حلّق النسر في الأعالي، كان فرحاً بجمال الكون ويفكر: 

"إني أحلّق فوق أمداء واسعة جداً وأشاهد الوديان والجبال والبحار والينابيع والمراعي والغابات، وأشاهد حشد الحيوانات والعصافير وأرى القرى والمدائن، وكيف يحيا البشر، لكن الديك في المراعي لا يعرف شيئاً إلاّ حدود مزرعته حيث يعيش ولا يرى إلاّ بعض الناس والحيوانات. سأطير صوبه لأخبره عن حياة العالم"

وطار النسر ليحط على قرميد سقف مزرعة فرأى كيف كان يتمشى الديك بجرأة ويفرح وسط دجاجاته وفكر:
"أتراه مكتفياً بما عنده! ولكن، مع هذا، سأحدثه بما أعرف".

وأخذ النسر بإخبار الديك عن جمال وغنى العالم. في أول الحديث، أصغى الديك بانتباه، لكنه لم يفهم شيئاً. وإذ لاحظ النسر أن الديك لا يفقه شيئاً، حزن، وصار الحديث مع الديك مؤلماً. والديك من جهته، إذ لم يفهم ما كان يخبّر به النسر، سئم، من سماع حكايات النسر ... لكن كلاً منهما أكمل حياته راضياً. 


هذا هو ما يحدث وأكثر عندما يكلم الإنسان الروحي الإنسان غير الروحي أو المادي. 

إن الإنسان الروحي شبيه بالنسر، أما المادي فشبيه بالديك.

إن نفس الإنسان الروحاني تتفقه ليل نهار من الأحكام الإلهية وترفع ذاتها نحو الله بالصلاة. أما نفس الإنسان المادي فمرتبطة بالدنيويات، بالتراب أو هي قلقة دائماً بالهواجس والأفكار. 

إن روح الإنسان الروحاني تتهلل وتفرح وهي دوماً في سلام، أما روح الإنسان المادي فتبقى خاوية فارغة ويائسة. 

إن الإنسان الروحاني يطير محلقاً كالنسر في الأعالي، فتحسّ روحه بحضرة الله ويعاين الكون كلّه، حتى عندما يصلي في الظلمة وفي الليل. أما الإنسان المادي فيفرح ويتهلل بالزهو والاستكبار أو بالغنى ويسعى باحثاً عن الملذات الجسدية.

وإذ يلتقي الإنسان الروحاني بالإنسان المهتم بالدنيويات، يسأم كل منهما من الآخر ويصبح التواصل بينهما مؤلماً. 



المرجع: القديس سلوان الآثوسي، بقلم الأرشمندريت صفروني، ترجمة الأم مريم زكا، دير يوحنا المعمدان دوما.
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

أجنحة الحمامة _ القديس مكاريوس الكبير





وكما أن الإنسان إذا رأى عصفوراً يطير،
 فإنه يشتاق أن يطير هو أيضاً،
ولكنه لا يستطيع،
لأنه لا يملك أجنحة يطير بها.
كذلك أيضاً فإن إرادة الإنسان حاضرة
وقد يشتهي أن يكون نقياً، وبلا لوم، وبلا عيب،
وأن لا يكون فيه شيء من الشر،
 بل أن يكون دائما مع الله، 
ولكنه لا يملك القوة ليكون كذلك. 
وقد تكون شهوته هي أن يطير إلى الجو الإلهي،
وحرية الروح القدس، 
ولكن لا يمكنه ذلك إلاّ إذا أُعطيت له أجنحة لتحقيق هذه الغاية.

فلنلتمس من الله أن ينعم علينا بــ "أجنحة الحمامة" (مز 55)،
 روحـــــه القـــــــدوس،
 حتى "نطير إليه ونستريح"،
 ولكي يفصل الريح الشرير ويقطعه من نفوسنا وأجسادنا،
 ذلك الريح الذي هو الخطية الساكنة في أعضاء نفوسنا وأجسادنا.

ليس أحد غيره يستطيع أن يفعل هذا الأمر.
فهو وحده "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1).
أنه وحده الذي أظهر هذه الرحمة لأولئك الأشخاص الذين يؤمنون به،
إذ أنه يخلصهم من الخطيئة،
وهو يحقق هذا الخلاص الذي لا يُنطق به
لأولئك الذين ينتظرونه دائماً 
ويضعون رجائهم فيه 
ويطلبونه بلا انقطاع.




المرجع: العظة الثانية، للقديس مكاريوس الكبير، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية (بتصرف)
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

Popular Post

Blogger templates

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

About

قائمة المدونات الإلكترونية

Seacrh By Labels

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Followers

Powered By Blogger

Advertisement

About

- Copyright © "دعونا نتأمل يقول الروح " -Metrominimalist- Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -