قيل أنه أثناء إنعقاد أحد الإجتماعات للأساقفة في الهواء الطلق، عبر من أمامهم موكب وثني فيه ممثلة شبه عارية، متزينة بشكل متألق بالمجوهرات. الأساقفة الآخرين غطوا رؤوسهم بعباءاتهم حتى لا يقعوا في تجربة. من تحت عباءاتهم، رأى الأساقفة الآخرين الأسقف نونيوس ينظر مباشرة إلى المرأة التي تقترب.
بعد أن عبرت، رفعوا عباءاتهم وسألوه: "كيف تستسلم للإغراء وتتطلع للمرأة؟". أجاب بحزن قائلاً: "كم هي ملوثة قلوبكم. لقد رأيتوها فقط كوسيلة إغراء. أنا رأيتها كإحدى عجائب الله".
وأستمر قائلاً: "كم عدد الساعات التي أمضتها تلك المرأة في الاستحمام وتزيين نفسها حتى لا يكون هناك أي بقعة أو عيب في جمالها الجسدي، كل هذا من أجل إرضاء الرجال، العشاق التافهين، الموجودين هنا اليوم والمرتحلين غداً؟ أما نحن، من الناحية الأخرى، لدينا محبوب أبدي، الآب السماوي القدير الذي يعد بخيرات أبدية فائقة، ولنا عريس وجهه يفوق الوصف، الذي الشيروبيم لا تجسر التطلع إليه، ومع ذلك نحن لا نتزين، ولا نهتم بالقدر الكافي بأن نغسل القذارة من نفوسنا البائسة، بل نتركها ملقاه في البؤس".
عند سماعه هذه الكلمات، ذهب شماس إلى قلايته، وانطرح على الأرض وبدأ يبكي وهو يصلي: "يارب يسوع، أرحمني أنا الخاطئ، فتزيين يوم واحد عند الزانية يفوق بكثير تزيين نفسي. بأي وجه أنظر إليك؟ هي وعدت بإرضاء الرجال، والتزمت بكلمتها. أما أنا فقد وعدت بارضاءك، لكنني لم أفعل من جراء كسلي. أرحمني وأغفر لي".
بأي درجة نحن أمناء في سعينا لإرضاء حبيبنا الأبدي، عريس نفوسنا الذي يوما ما سوف نقضي الأبدية معه؟
ماذا نحن فاعلون لتجميل نفوسنا والإحتفاظ بها جميلة له؟
ألا ينبغي ان يكون ذلك هو إهتمامنا الرئيسي والأولوية الأعظم في حياتنا؟
نعلم من السيرة أن الأسقف نونيوس صلى من أجل الممثلة بيلاجية. اليوم التالي، سمعت بيلاجية الأسقف يعظ، فتحركت مشاعرها نحو التوبة. كتبت إليه، ثم جاءت إليه وتوسلت من أجل أن تنال المعمودية من يديه. وبمجرد أن اعتمدت، دخلت الدير.
وفي نهاية المطاف، تم تطويبها كقديسة ـــ القديسة بيلاجية.
Reference: Do Something Beautiful for God, by Anthony Coniaris.
ترجمة المدونة الآبائية