Archive for 2020
نور الدهر الآتي
الراهب الورع الحقيقي هو من يقدم المسيح لذاته وللآخرين ببساطته وأمانته كُلما جلس في في قلايته تعلم الحب وكلما تعلم الحب تعلَّم كيف يعطيه عليه فقط أن يكون بسيطاً وعليه ألا يخرج كثيراً من قلايته فدير الراهب قلايته بل كل عالمه هناك تشتعل روحه بنار المحبة الإلهية التي جعلته يفقد كل شئ من أجل أن يشتري اللؤلؤة الكثيرة الثمن ويكون لديه الفرصة أنه كما أن المسيح اشترانا بدمه هكذا نضع كل شئ تحت أقدامه عربون حب فقط.. ليس لدينا الكثير لنقدمه إليه بل ليس هنالك شئ نقدمه له ويقدره أكثر من نفوسنا ومحبتنا الصادقة الله لا يريد سوي الصدق في المحبة والعمق وعليك أن تتواضع للمرشد الروحي كما تواضع الإبن للآب يكفي الإبن أن يكون كأبيه والتلميذ كمعلمه حينئذ تكتمل دائرة الأبدية التي أنشأها التواضع والحب.. حينما خضع الإبن وتحمل الصليب وانتصر غالباً كذلك علي الراهب أن يخضَع لمعلمه ومرشده ويتحمل الصليب لكي يغلب ويتمجد في عرش الله.. واذا أراد الله وجاءه زائرين يتكلم بالروح عن المسيح والروحيات فقط ولا يأتي بسيرة أي شئ يحدث في العالم.. فيحصل الزائرين علي ما يريدون انهم يريدون المسيح فقدم لهم المسيح.
الألم
الألم يزرع حكمة في قلب الإنسان ، الألم بداية طريق المجد من إئتنس به وضع قدميه عليه.. سلم الفضائل يجب أن يكون مُحاط بالألم ليس هنالك فضيلة يسهل إقتنائها إلا بالألم والتعب، وهو أيضاً ينقي الإنسان، الألم عربون للأبدية ، الألم ربان سفينة المُخلَّصين.. اتَّخذه صديق وتكيف معه.. لأنه أفضل لك من أن يكون صديقك عن عدوك .. من يعرف أن يعيش في الألم فرحاً تبدأ أبديته من هنا علي الأرض... ربما يلبس الألم ثوباً عنيفاً لكنه ليس بعنف الموت هو يُشعرك بأنك حي.. الإنسان الذي يجد عزاء في الألم يستطيع أن يُحيي عزاءاً في المتألمين الذين فقدوا رجائهم.. طوبي للمتألمين لأن مسكنهم قلب المسيح وملجأهم أحضانه ودموعهم كلمات روحانية تُحلِّق حول عرش مراحم الله الغنية.. دمعة واحدة تحرك أحشاء الله ويداه، دمعة واحدة صادقة أقوي من مئات الصلوات وهي تنسكب في قلب الله مباشرة.. أطفئوا نيران الخطية بدموع محبة المسيح أيها المتألمين حباً لأنها غنية وقوية.. والرب الحنون يعيننا ويقوينا في رحلة الحياة رحلة الألم ويمسك بأيدينا ويقودنا لمسكننا السماوي وأحضانه المُتَّسعة .