Archive for يوليو 2017
الصليب ونار الروح القدس – للقديس يعقوب السروجي
هذه الطيور الجارحة التي تطير في سماء فكري صور شريرة متلاحقة تطاردها نار الروح القدس ..تلاحقها عصا الصليب لكي لاتبني أعشاشها في قلبي.
أرتمي عند قدميك اللتين رُفعتا بالصليب لكي ترفع عقلي إلي الخلاص بالألم ، ألم الصليب.. وإن ضاقت نفسي بمرارة تجارب العدو اسكب حلاوة مــــوتك الـمُحي في قلبي لذلك من يهرب من الألم يهرب من الصليب.. يهرب من الله.
جمال النفس الخاطئة في عين الرب خالقها – للقديس مار يعقوب السروجي
كم أنت حلوة وجميلة أيتها النفس حتي لو كنتِ غارقة في أوحال الخطية لأنه تحت قذارة الشر يري الرب صورته ويشتاق لأن يغسلها، هو يجلس علي كرسي مجده في الأعالي لكي ينظر إليكِ ويتغني أمام الآب بجمالك ، أنتي ميراثه الأبدي ولذلك يطلب من القوات السمائية أن تكف عن التسبيح لكي يسمع الآب صوته وهو يتغني بكرمته التي أخرجها من أرض مصر من العبودية وقادها في تجارب البرية لكي يدربها علي السلوك في طريق المُحبيين .
لاتندهشوا أيها الإخوة اذا قلت أن السموات تكف عن التسبيح عندما يعود خاطئ واحد إلي الله، لقد أخذنا هذا السر الفائق من الرب نفسه، لأنه يدعو الملائكة لكي تشاركه فرحه... هنا يستر الشاروبيم والسارفيم وجوههم من شدة محبة الله للبشر. وبماذا يتغني الإبن وكيف يبدأ " الهذيذ " إلا بعودة الضال. هنا قد عاد ميراثي إلي... الذي كنت أطلبه يدق الأبواب افتحوا أيها الروؤساء أيها الملوك السماويين قفوا لكي تشاهدوا كيف سيلمع المخلوق من الطين ببهاء الأزل. هنا يتأمل الرب في اشتياق كل دمعة ويجمع هذه الدموع بل يحفظ زفرات كل قلب منكسر... لقد بدأت بذرة المحبة التي غرسها تشرب من ينبوع الدموع ذلك الينبوع الذي يعطيه الروح القدس بوفرة. هنا يجمع الرب كل الأحباء لأن شوقه قد تحقق ..ما كان يراه قبل كون العالم يحدث أمام عينيه.
كم أنتِ جميلة أيتها النفس في عين الرب خالقك بل في عيني عريسك السمائي في عيني الذي جاد بكل شئ حتي جسده ودمه لكي يغسلك من أدران الخطية... لنقترب أيها الإخوة بكل شوق. هنا يجب أن نطرح الخوف وأن نقف بثقة في ذاك الذي أحبنا حتي الموت موت الصليب. مات حباً وقام حباً فينا فأي حب أعظم من هذا .