Archive for 2013

عجيباً مشيراً _ نيقولا فليميروفيتش




"لانه يولد لنا ولد، ونُعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً (ملاك 

المشورة العظمى) إلها قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (إش 9)

إلى مَن مِن البشر المائتين في تاريخ البشرية تنطبق عليه كل هذه الألقاب، وكل هذا السلطان، وكل هذا المجد؟

ليس هناك شخص واحد. 

لهذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "من المستحيل أن نفهم كل هذا بشأن أي إنسان آخر، بل فقط بالإشارة إلى السيد المسيح". 

النبي هنا يُعبر بكل وضوح عن الطبيعتين (المتحدتين) في شخص المسيح مُخلص العالم: الناسوتية واللاهوتية. 

"يولد لنا ولد" تُعبر عن طبيعته الإنسانية.

"نُعطى إبناً" هذا التعبير يوَّحد الطبيعتين في شخص واحد، ابن الله وابن العذراء في شخص الرب المتجسد. 

غير أن بقية الألقاب تُشير إلى الطبيعة الإلهية في الرب يسوع. 

"تكون الرياسة على كتفه"، أي أن الرياسة والسلطة تخصه. فالرياسة تخصه شخصياً وليست مُقترضه أو مُستعارة من آخر. 

"مشيراً قديراً"، أليس هذا هو الثالوث الأقدس؟ والملاك أو الرسول أو البشير (الناطق) لهذا 

المشير الثالوثي هو ابن الله، كلمة الله الأزلي. 

"عجيباً مشيراً"، لأن كل ما هو رائع، وكل ما هو مُدهش وعجيب، وكل ما هو جديد 

مُنح للبشرية، هو منه ومن خلاله. 

"إلهاً قديراً"، ماذا يمكن أن يقول آريوس وأتباعه الجُدد الذين ينكرون ألوهية الرب يسوع في هذا اللقب؟

"أمير السلام"، إذ أنه منه السلام الدائم، وبدونه الحرب الخارجية والداخلية. 

"أباً أبدياً"، (أب الأزمنة المستقبلية)، فكما أنه هو رب الماضي، هو أيضاً رب المستقبل. علاوة على ذلك، هو أب الكنيسة وخارج العالم الجديد، ومؤسس ملكوت الله. 

لقد رأى إشعيا ابن آموص هذه الرؤية الرائعة والحقيقية قبل نحو سبعمائة سنة من إعلانها للعالم بأسره. 

أيها الرب يسوع، أنت للأنبياء النبوة الأعظم مجداً، وللمؤمنين الكشف الأعظم مجداً. أفتح أذهاننا حتى يدخل إليها مجد جلالك العجيب، وأفتح قلوبنا حتى يمتلئ بمحبتك الباعثة للحياة. لأن لك المجد والحمد إلى الأبد آمين.


الأحد، 29 ديسمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

وحيدة في العيد _ نيقولا فيليميروفيتش





أنت تشكين من الوحدة في المدينة الكبيرة: بالرغم من كثرة الناس حولك كما في خلية النحل فأنت تشعرين وكأنك في البرّية. وأيام الأعياد هي الأكثر صعوبة، كل شيء من حولك يتلألأ فرحاً، أمّا قلبك فيعتصره الغمّ والحسرة. أعياد الميلاد والفصح بالنسبة لك هما مثل الوعاء الفارغ الذي تملئينه بالدموع. بعد انتهاء العيد وفي الأيام العادية أنت تكونين أكثر هدوءاً، ولكن كلما اقترب العيد القادم وأجواؤه التحضيرية كلما امتلأت نفسك حسرة وفراغاً.

بماذا أساعدك؟ سأروي لك قصّة عن عيد الميلاد كنت قد سمعتها من الأخت يوفانكا، فقد تعينك هذه القصّة. 

سأرويها لك على لسانها كما روتها هي لي:

ها أنا أعيش وحيدة لأكثر من أربعين سنة، لم أعرف في حياتي طعم الفرح إلا في سنوات طفولتي في بيت أهلي. ولكن لم يرَني أحد حزينة، فأنا كنت أظهر أمام الناس دائماً مرحة وفرحة ولكن عندما كنت أبقى وحدي كنت أجهش بالبكاء. الجميع كانوا يظنونني سعيدة لأنهم لم يروني في حالة أخرى. كنت أستمع من الناس المحيطين بي الشكاوي: من المتزوّجين ومن العُزّاب ومن الفقراء والأغنياء، من الجميع. وكنت أفكر وأقول لنفسي: لماذا أشتكي أنا تعاستي للتعساء وأزيد الأحزان من حولي؟ من الأفضل أن أظهر مرحة، لعلّني أقدّم فائدة أكثر لهذا العالم الحزين من حولي، وسأخفي سرّي عن الناس وسأبكي لوحدي في الخفاء.

صلّيت لله لكي يُظهر ذاته لي، لكي يعطيني ولو علامة صغيرة "بإصبعه"، صليت من أجل أن لا أهلك في حزني الخفيّ. كنت أصنع صدقات من كل دخلٍ يأتيني، كنت أزور المرضى والفقراء وكنت بمظهري المرح أجلب لهم الفرح. كنت أقول دائماً: "أنا أؤمن بك يا إلهي الخيّر ولكن أرجوك بأن تظهر لي كما تريد أنت لكي يتقوّى إيماني. أؤمن يا رب فأعنْ عدم إيماني". وكنت أكرّر هذه الصلاة الإنجيلية، وبالفعل ظهر لي الربّ.

كان حزني وغمّي يزداد في الأعياد الكبيرة خاصّة، فبعد القداس الإلهي كنت أعود إلى البيت وأغلق على نفسي وأبكي طوال اليوم، في عيد الميلاد كما في عيد الفصح.

ولكن في عيد الميلاد الماضي ظهر لي الرب، وكان هذا كالتالي:

اقترب يوم العيد وقرّرت أن أحضّر للعيد كل شيء كنت قد تعلمته من أمّي. ففرشت أرض البيت بالقش ووضعت في كل زاوية في البيت ثلاث حبّات من الجوز من أجل أن تكون رحمة الثالوث القدّوس في أطراف الأرض الأربعة. وكنت أثناء تحضيري للعيد أصلي بلا انقطاع : "يا ربّ أرسلْ لي في العيد ضيوفاً ولكن ليكونوا فقراء جداً وجوعى، أرجوك يا رب إظهر لي على هيئة فقراء مُعدمين".

في بعض الأحيان كان يأتيني هاجس: "أيتها المجنونة يوفانكا، أي ضيوف تنتظرين في عيد الميلاد! هذا يوم مقدّس والجميع يستقبلونه في بيوتهم ومع ذويهم، فمن الذي سيزورك؟" ومن جديد كنت أبكي وأبكي، وأردّد الصلاة، وأحضّر الطعام، وأبكي.

وعندما رجعت من الكنيسة بعد نهاية قداس الميلاد دخلت البيت وأشعلت شمعة ووضعت على المائدة أصناف الطعام وحلوى الضيافة وأخذت أمشي في البيت جيئةً وذهاباً. كنت أصلي: "يا ربي لا تتركني".

لكن الشارع كان فارغاً من الناس... عيد الميلاد! شارعنا كان بلا مارّة.

فجأة... صوت صرير الثلج تحت الأقدام، فركضت نحو الباب!

لعلّ هذا هو ضيفي. لا، مضى عابراً.

صار الوقت ظهراً وأنا وحدي، وصرت أبكي وأقول: "الآن أرى يا ربي بأنك قد تركتني". وكنت أنتحب وأبكي، وفجأة! ... فجأة هناك من يقرع الباب، وسمعت صوتاً مبحوحاً من أثر الدموع يقول: "أعطِ حسنة يا أخ! أعطِ حسنة يا أخت!. قفزت مسرعة نحو الباب وفتحته. كان على الباب رجل أعمى واقفاً مع دليله وكانا كليهما يلبسان أسمالاً مهلهلة ويرتجفان.

فهتفتُ بفرح: "ولد المسيح يا إخوتي!"

فأجاباني متأثّرين: "حقاً ولد! تحنني علينا يا أختاه! نحن لا نطلب مالاً، منذ الصباح لم يُعطنا أحد كسرة خبز، فقط بعض النقود والقليل من شراب الرّاكيا، أما خبزاً فلم يعطنا أحد ونحن جوعى جداً."

لقد كنت حينها وكأني في السماء، أدخلتهما إلى البيت وأجلستهما على المائدة وصرت أخدمهما وكنت أبكي من الفرح.

فسألاني مندهشيْن: "لماذا تبكين يا أختاه؟"

فأجبتهما: " أبكي من الفرح يا إخوة، من الفرح النقي والمشرق! لقد أعطاني الرب ما كنت قد طلبت منه، ها أنا منذ عدة أيام أصلي إليه ليرسل لي ضيوفاً مثلكم، وها هو قد أرسل. أنتما لم تأتيا هكذا ببساطة إليّ إنما أرسلكما إليّ الرب الصالح، والرب بنفسه ظهر لي اليوم معكما. هذا أسعد عيد ميلاد في حياتي، والآن أعرف: "بأنّ إلهنا حيّ!". فأجاب ضيفيّ: "المجد والشكر له! آمين". فأبقيتهما عندي إلى المساء ثم ملأت أكياسهما بالأطعمة وودّعتهما.

هكذا كان عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالنسبة ليوفانكا، ليعطها الرب في هذا العام عيداً أكثر فرحاً.

فصلّي أنت أيضاً يا ابنتي من أجل أن يَظهر لك الآب السماوي، فعنده مراحم كثيرة، وستكون لك أنت أيضاً أعجوبة.

أعدّي نفسك للفرح في هذا اليوم المقدّس ولا تعدّي نفسك للحزن.

وإلهنا العارف الكل وأبو المراحم سيصنع لك الفرح.
                                                            
                                                   (المصدر مدونة آبائية )

Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

العلامة أوريجانوس: سيرة - تعاليم - أقوال



St-Takla.org Image: Origen Adamantius, Origenos صورة في موقع الأنبا تكلا: العلامة أوريجانوس أدامانتيوس أو أوريجينوس، أوريجن

* وُلد بالإسكندرية
حوالي 185 م.
* استشهاد والده
202-203 م.
204 م
* إخصاء نفسه، تحول أمبروسيوس
210-211 م
* زيارته روما
212 م.
* رحلته الأولى إلى بلاد العرب
214 م.
* زيارته إلى فلسطين حوالي
216 م.
* مقابلته مع ماميا بأنطاكيا
(في بدء حكم ساويرس 232-235 م.)
* سفره إلى اليونان، سيامته كاهنًا في قيصرية فلسطين
231 م.
* انعقاد مجمع بالإسكندرية يحرم أوريجانوس
232 م.
* اضطهاد مكسيميان
235 م.
* التجأ أوريجين إلى كبادوكية قيصرية
-
* زيارته الثانية لأثينا وتصادمه مع Plotinus وLonginus
سنة 243 م.
* زيارته لبلاد العرب حوالي
245 م.
* احتمال الآلام أثناء اضطهاد دقيوس بقيصرية فلسطين
249 م.
* تحركه إلى صور ومقابلته مع بروفيرى
253 م.
* وفاته بصور
254 م.

ثانيًا: العوامل التي أثرت فيه:


1- طفولته:

* وُلد في الإسكندرية حوالي عام 185 أهتم به والده ليونيدس Leonides فهذبه بمعرفة الكتاب المقدس، وقد أظهر الابن شغفًا عجيبًا في هذا الأمر، إذ يروى عنه يوسابيوس: "تهذب في الأسفار الإلهية منذ الطفولة.... لأن والده علاوة على أنه قدم إليه الثقافة الواسعة العادية، فإنه لم يجعل من دراسة الأسفار الإلهية أمرًا ثانويًا... بل كان يطلب منه أن يحفظ جزءًا معينًا كل يوم ثم يتلوه عليه.
* ولم يكن هذا العمل مضنيًا على الولد، إذ كان شغوفًا جدًا بهذه الدراسات. ثم أنه لم يكتف بدراسة الأمور السهلة والواضحة في الأقوال المقدسة، بل كان يطلب المزيد وكان ينكب على التأملات العميقة وهو بعد في هذا السن (الصغير) حتى كان كثيرًا ما يربك أباه بأسئلته عن المعنى الحقيقي للأسفار الإلهية.
* أما والده فقد كان يوبخه حسب الظاهر قائلًا له ألا يبحث فوق حدود سنه أو يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر. أما في الحقيقة فكان مغتبطًا جدًا يشكر الله مصدر كل صلاح، الذي حسبه أهلًا أن يكون أبًا لصبى كهذا.
* ويقال أنه كثيرًا ما كان يقف بجوار الصبي وهو نائم، ويكشف صدره كأن روح الله قد استقر في داخله، ويقبله بوقار معتبرًا نفسه بأنه قد تبارك بذريته الصالحة.

2- استشهاد ليونيدس:

* إن كان أوريجانوس قد تأثر بالكتاب المقدس بفعل تربية والده له، فإن العامل الثاني الذي كان له كبير الأثر على حياته وكتاباته هو " الاستشهاد"، فقد عاش في بيت له نفسية الشهيد، الكل مستعد أن يقدم حياته شهادة للمسيح. كما عاصر الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس ساويرس عام 202 م.، والذي كان أكثر عنفًا على الكنيسة المصرية حتى ظن كثيرون أن هذا الاضطهاد هو علامة على مجيء "ضد المسيح".

St-Takla.org Image: Origen Adamantius, Origenos
* ألقى القبض على ليونيدس ووضع في السجن، أما أوريجانوس الذي لم يكن بعد قد بلغ السابعة عشر من عمره فكان يتوق بشغف أن ينال إكليل الاستشهاد مع والده. وفي اللحظة الحاسمة منعته أمه من تحقيق رغبته بإخفاء كل ملابسه حتى يلتزم البقاء في المنزل. ليرعى شئون أخوته الستة فأرسل إلى أبيه يحثه على الاستشهاد، قائلًا له: "أحذر أن تغير قلبك بسببنا"!

معلم الأدب:

* وجد أوريجانوس في تدريسه للوثنيين الأدب والنحو فرصته للشهادة للإيمان المسيحي قدر ما تسمح الظروف، فكان يعلن عن مركز اللاهوتيات بين الكتابات اليونانية. بهذا اجتذب أوريجانوس بعض الوثنيين الذين جاءوا يطلبون أن يسمعوا منه عن التعاليم المسيحية من بينهم بلوتارخس الذي نال إكليل الاستشهاد وأخوه هيراقليس (ياروكلاس (الذي صار بطريركًا على الإسكندرية).

ثالثًا: أوريجانوس ومدرسة الإسكندرية:

* إذ تركت مدرسة الإسكندرية بلا معلم بسبب الاضطهاد، ورحيل القديس اكليمنضس عين البابا ديمتريوس أوريجانوس رئيسًا للمدرسة، وهو بعد في الثامنة عشر من عمره، وذلك لما رآه فيه من غيره على الكرازة وقدرة على تعليم الموعوظين. كان لهذا المركز كرامته، لكنه لم يخلو من المخاطر.

دور العلامة أوريجانوس في تطور المدرسة:

1- ألقى العلامة أوريجانوس بنفسه بكل طاقاته لا لدراسة الكتاب المقدس والتعليم به فحسب بل وفي تقديم حياته مثلًا للحياة.
لقد حاول أن يقود تلاميذه وسامعيه في ذات طريق النسك وآلاماته الذي سار فيه منذ شبابه.
بجانب حياته النسكية أهتم بممارسة الصلاة بكونها جزء لا يتجزأ من الحياة النسكية تسنده في تحرير النفس ودخوله إلى الاتحاد مع الله بطريقة أعمق. يرى في الصلوات أمرًا ضروريًا لنوال نعمة خاصة من قبل الله لفهم كلمة الله.
* رأى أن الإنسان يطلب الاتحاد مع الله خلال حفظ البتولية، فينسحب عن العالم وهو بعد يعيش فيه " مقدمًا تضحية في أمور الترف قدر ما يستطيع، محتقرًا المجد البشرى
*وبسبب حضور النسوة يستمعن محاضراته، ولكي لا تحدث عثرة رأى أن ينفذ ما ورد في الإنجيل أن أناسًا خصوا أنفسهم من أجل ملكوت الله (مت 12:19)، لكنه يبدو أنه قدم توبة على هذا الفعل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد استخدمها البابا ديمتريوس ضده.
2- في البداية ركز أوريجانوس على إعداد الموعوظين وتهيئتهم للعماد، لا بتعليمهم الإيمان المسيحي فحسب، وإنما بتقديم التعاليم الخاصة بالحياة المسيحية العملية أيضًا. ففي حديثه مع الموعوظين الداخلين للمعمودية نراه يقول: "إن أردتم نوال المعمودية يلزمكم أولًا أن تتعلموا كلمة الله، وتقطعوا عنكم كل جذور الرذائل. وتصلحوا حياتكم القفرة البربرية وتمارسوا الوداعة والاتضاع، عندئذ تتهيأون بقبول نعمة الروح القدس".
* كما يقول أيضًا: "أذهبوا توبوا أيها الموعوظين، إن أردتم قبول المعمودية لمغفرة الخطايا... أظهروا ثمر التوبة المقبولة) مت 8:3 (عيشوا في حياة طاهرة إلى حين... وتعالوا لتنالوا غفرانالخطايا".
3- لم يقف عمل العلامة أوريجانوس عند تهيئة الأعداد الضخمة المتزايدة الجالسة عند قدميه لنوال سر العماد وإنما كان عليه بالحرى أن يهيئهم لقبول إكليل الاستشهاد. فكل من يقترب إليه إنما بالحرى يجرى نحو خطر الاستشهاد.
* روى أبيفانيوس أن رعاع الوثنيين أمسكوه يومًا وهو سائر في الطريق وحملوه بضجيج شديد إلى هيكل سيرابيوم الشاهق، وحلقوا رأسه، ووضعوا عليها قلنسوة وألبسوه حُلة بيضاء على طريقة كهنتهم رغمًا عنه، ثم أخرجوه خارج الهيكل وأصعدوه على القمة الكبرى التي أعلى السلم، وأعطوه سعف النخل، وأمروه أن يقوم بتوزيعه على عبدة الأوثان المجتمعين حوله، وكانوا يسخرون به مصفقين. فأسرع أوريجانوس يلوح بالأغصان وينثرها على المتجمهرين وهو يقول بصوت عظيم: "هلموا خذوا هذه الأغصان لا برسم الأوثان بل باسم يسوع المسيح خالق الإنسان"، فصّروا بأسنانهم عليه وأرادوا قتله، لكن الرب أنقذه من أيديهم.
4- أهتم أوريجانوس بتعميق الفكر الدراسي، فإذا كان جمهور تلاميذه يلتفون حوله من الصباح حتى المساء رأى أوريجانوس أن يقسمهم إلى فصلين، واختار تلميذه هيراقليس -المتحدث اللبق- ليدرس المبتدئين المبادئ الأولى للتعاليم المسيحية، أما هو فكرس وقته في تعليم المتقدمين اللاهوت والفلسفة معطيًا اهتمامًا خاصًا بالكتاب المقدس.
5- إبرازه التفسير الرمزي للكتاب المقدس. فقد كرّس حياته كلها لهذا العمل، حتى نسب هذا المنهج التفسيري لمدرسة الإسكندرية ولأوريجانوس... الأمر الذي نعود إليه بشيء من التفصيل فيما بعد.
6- دخل بالمدرسة إلى مرحلة جديدة هي إبراز أهمية الفلسفة كطريق لكسب الفلاسفة لكن في شيء من الحذر...

رابعًا: رحلات أوريجانوس:

1- حوالي عام 212 زار أوريجانوس روما في أثناء أسقفية زفيرينوس Zephyrinus، وفي حضرته ألقى القديس هيبوليتس مقالًا عن كرامة المخلص، وبعد إقامة قصيرة هناك عاد إلى الإسكندرية.
2- قام بعدة رحلات إلى بلاد العرب، أولها حوالي عام 214، حيث ذهب إليها بناء على دعوة من حاكم تلك البلاد الذي كان يرغب في التعرف على تعاليمه، كما دعى إلى العربية عدة مرات ليتناقش مع الأساقفة وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إلى أثنين من هذه المناقشات، نذكر منهما أنه في عام 244 م. أنعقد مجمع عربي لمناقشة وجهة نظر الأسقف بريلوس Beryllus في شخص السيد المسيح. انعقد هذا المجمع على مستوى واسع أدان الأسقف بسبب قوله أن الله أقنوم واحد، وقد حاولوا باطلًا إقناعه أن يعود إلى الإيمان المستقيم. أسرع أوريجانوس إلى العربية ونجح في إقناع الأسقف الذي يبدو أنه بعث إليه رسالة شكر، وصار من أكبر المدافعين عنه.
* على أي الأحوال هذه الارتباط بين أوريجانوس والعربية إنما هو امتداد لارتباط العلامة بنتينوس بها.
3- حوالي عام 216 م. إذ نهب الإمبراطور كاركلا Caracalla مدينة الإسكندرية وأغلق مدارسها واضطهد معلميها وذبحهم، قرر أوريجانوس أن يذهب إلى فلسطين. هناك رحب به صديقه القديم الإسكندر أسقف أورشليم كما رحب به ثيؤكتستوس Theoctistus أسقف فلسطين، اللذين دعاه أن يشرح الكتاب المقدس في اجتماعات المسيحيين في حضرتهما.
* غضب البابا ديمتريوس الإسكندرى جدًا، لأنه حسب عادة الكنيسة الإسكندرية لا يستطيع العلماني أن يعظ في حضرة الأسقف، فأمره بعودته إلى الإسكندرية سريعًا. وبالفعل أطاع أوريجانوسبطريركه في خضوع، وبدت الأمور تسير كما كانت عليه قبلًا، لكن هذا الحدث صار مقدمة لصراع أوشك أن يحدث بعد عدة سنوات (حوالي 15 عاما).
4- مع بداية حكم أسكندر ساويرس (222-235 م.) أرسلت ماميا Mammaea والدة الإمبراطور حامية حربية تستدعى أوريجانوس لأنطاكيا كي يشرح لها بعض الأسئلة. وكما ورد في يوسابيوسأن أوريجانوس بعد أن لبث معها في القصر الإمبراطوري بعض الوقت أظهر فيه أشياء كثيرة لمجد الله وأوضح لها سمو التعاليم الإلهية، أسرع في العودة إلى مدرسته.
5- أرسل العلامة أوريجانوس إلى اليونان لضرورة ملحة تتعلق ببعض الشئون الكنسية وبقى عامين غائيًا عن الإسكندرية. ذهب إلى أخائية ليعمل صلحًا، وكان يحمل تفويضًا كتابيًا من بطريركه. وفي طريقه عبر بفلسطين، وفي قيصرية سيم قسًا بواسطة أسقفها. فقد بدى للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحي مثل أوريجانوس بلغ أعلى المستويات الروحية والدراسية يبقى مجرد علماني. هذا وقد أرادوا أن يتجنبوا المخاطرة التي يثيرها البابا ديمتريوس بسماحهم له أن يعظ وهو علماني في حضرتهم.
* وقد اعتبر البابا هذه السيامة أكثر خطأ من التصرف السابق، حسابًا إياها سيامة باطلة لسببين:
أ - أن أوريجانوس قد قبل السيامة من أسقف آخر غير أسقفه، دون أخذ تصريح من الأسقف التابع له.
ب - إذ كان أوريجانوس قد خصى نفسه، فهذا يحرمه من نوال درجة كهنوتية، فأنه حتى اليوم لا يجوز سيامة من يخصى نفسه.

إدانته:

* لم يحتمل البابا ديمتريوس هذا الموقف فدعي لانعقاد مجمع من الأساقفة والكهنة بالإسكندرية، رفض المجمع القرار السابق مكتفين باستبعاده عن الإسكندرية.
* لم يرضى البابا بهذا القرار فدعى مجمعًا من الأساقفة وحدهم عام 232 م. قام بإعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح بعد للتعليم، كما أعلن عن وجود بعض أخطاء لاهوتية في كتاباته.
* كتب البابا الإسكندري القرار وبعث به إلى كل الإيبارشيات. فدعى Pontss أسقف روما مجمعًا أيد القرار، وهكذا فعل كثير من الأساقفة فيما عدا أساقفة فلسطين والعربية وآخائية وفينيقية وكبادوكية الذين رفضوا القرار.
* ومع أن أوريجانوس قد أخطأ في قبوله الكهنوت بدون تصريح من أسقفه، كما قبله رغم أنه كان قد أخصى نفسه، لكن كثير من المؤرخين يروا في أوريجانوس الرجل النبيل الذي أطاع القرار متحاشيًا كل انقسام، أطاع بروح مسيحية لا تحمل شيئًا من الأنانية، معتبرًا استبعاده عن الأرض الغالية عليه جدًا أكثر من أي بقعة أخرى على الأرض ليست بالتضحية الكبرى من أجل حفظ وحدةالكنيسة. فبالرغم من وجود أصدقاء لهم سلطانهم في الإسكندرية وفي الخارج، وكان يمكنه أن يقود حركة مضادة للبابا لكنه أبى أن يفعل شيئًا من هذا. في هدوء ترك الإسكندرية شاعرًا أنه لن يوجد من يقدر أن يفصله عن كنيسته المحبوبة، إذ يقول: "يحدث أحيانًا أن إنسانًا يطرد خارجًا ويكون بالحق لا يزال في الداخل، والبعض يبدو كما لو كانوا في الداخل مع أنهم في الحقيقة في الخارج".
* كانت هذه العاصفة التي ثارت ضد أوريجانوس بلا شك صفعة مرعبة، ومع ذلك فإننا نراه وهو يتحدث عنها يتكلم باتزان، إذ يقول في مقدمة الكتاب السادس عن إنجيل يوحنا: "بالرغم من العاصفة التي هبت ضدنا في الإسكندرية أكملت المجلد الخامس (من إنجيل القديس يوحنا) لأن يسوع أمر الرياح والأمواج. لقد بدأت فعلًا في المجلد السادس حين طردت من أرض مصر. منذ ذلك الحين والعدو يضاعف عنفه فينشر رسائله الجديدة، التي هي بالحق غريبة عن الإنجيل، هكذا يطلق علينا الرياح الشريرة قادمة علينا من مصر. وكان للعقل أن يشير علينا أن نستعد للمعركة لكن لا يمس هذا الأمر سلامنا إلى حد كبير فيعود الهدوء إلى ذهننا حتى نقدر أن نكمل أعمالنا السابقة الخاصة بدراسة الكتاب المقدس..."
* غير أن أوريجانوس أضطر أن يدافع عن نفسه ضد الاتهامات الخطيرة التي وجهت ضده فقد أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione شذرة طويلة من خطاب كان قد وجهه أوريجانوسإلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقرات من كتبه وشوهوها. ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتبًا مزورة ليس من العسير أن نجد فيها ما يستحق السخط.
* كذلك يعرفنا القديس إيرونيموس بوجود خطاب آخر كتبه أوريجانوس إلى أسقف روما فابيانوس يتهم فيه صديقه أمبروسيوس بأنه تسرع ونشر أحد كتبه في وقت غير مناسب وقبل أن يكمله، لعله قصد بهذا كتاب المبادئ De Principiis، الذي أثار سخط الكثيرين عليه حتى بعد وفاته بقرون.
* وجاء في ميمره الخامس والعشرين على إنجيل القديس لوقا: "أنه من دواعي سرور أعدائي أن ينسبوا لي آراء لم أكن أتصورها ولا خطرت ببالي".

مدرسة جديدة:

* إذ ترك أوريجانوس الإسكندرية وأستوطن في قيصرية فلسطين فرح به الإسكندر أسقف أورشليم وثيؤكتستوس أسقف قيصرية، وحسباه "معلمهما الوحيد، وسمح له أن يفسر الأسفار المقدسة ويقوم بتعليم الكنيسة كلها".
* حثه الأسقف ثيؤكتستوس على إنشاء مدرسة للاهوت هناك، رأسها قرابة عشرين عامًا. في هذه المدرسة تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبى لمدة خمس أعوام.
* وبناء على طلب الأسقف كان أوريجانوس يشرح الكتاب المقدس من على إمبل الكنيسة في قيصرية على الأقل مرتين كل أسبوع: الأربعاء والجمعة، وبعد قليل كان يقوم بهذا العمل يوميًا، وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم الواحد.
* هذا العمل لم يدفع بأوريجانوس إلى الكبرياء والتشامخ بل بالعكس كان يدرك أن الكارز يلزمه أولًا وقبل كل شيء أن يكون رجل صلاة، وفي مرات كثيرة حينما كان يقف أمام عبارة صعبة يتوقف عن الكلام ويطلب من سامعيه الصلاة من أجله لينال فهمًا أفضل للنص.

اضطهاد مكسيميان:

* خلال الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان التجأ أوريجانوس إلى كبادوكية قيصرية في هذا الاضطهاد ألقى القبض على صديقيه القديمين، أمبروسيوس وبروتوكتيتوس كاهن قيصرية، ووضعا في السجن. كتب أوريجانوس إليهما مقالًا "الحث على الاستشهاد" نظر فيه إلى الاستشهاد كأحد البراهين على صحة الحق المسيحي وكاستمرار لعمل الخلاص.
* أطلق سراح صديقيه وعاد أوريجانوس إلى قيصرية فلسطين.
* سافر أوريجانوس إلى أثينا عن طريق بيثينة، حيث قضى عدة أيام في نيقوديمية وهناك تسلم رسالة من يوليوس أفريقانيوس، يسأله فيها عن قصة سوسنة إن كانت جزءًا أصيلًا من سفر دانيال، وأجابه أوريجانوس برسالة مطولة بعثها إليه من نيقوديمية.
* وفي أيام دقيوس (249-251)، ثار الاضطهاد مرة أخرى، وألقى القبض أوريجانوس. تعذب جسده، ووضع في طوق حديدى ثقيل وألقى في السجن الداخلي وربطت قدماه في المقطورة أيامًا كثيرة، وهدد أن يعدم حرقًا.
* احتمل أوريجانوس هذه العذابات بشجاعة وإن كان لم يمت أثنائها، لكنه مات بعد فترة قصيرة، ربما كان متأثرًا بالآلام التي لحقت به.
* وفي عام 54 م. رقد أوريجانوس في مدينة صور بفلسطين وكان عمره في ذلك الحين 69 عامًا، وقد أهتم مسيحيو صور بجسده اهتمامًا عظيمًا فدفنوه إزاء المذبح وغطوا قبره بباب من الرخام نقشوا عليه: "هنا يرقد العظيم أوريجانوس".

خامسًا: كتابات أوريجانوس


1- أمبروسيوس وكتابات أوريجانوس:

* تعرف أوريجانوس على صديق غنى يدعى أمبروسيوس، من عائلة طيبة ويشغل مركزًا ممتازًا ويعتبر أحد المعترفين في أثناء اضطهاد مكسيميان كما رأينا قبلًا.
* إذ التقى أوريجانوس بأمبروسيوس جذبة إلى الإيمان المستقيم وأظهر له فساد هرطقة فالنتينوس الذي سقط فيها. وإذ أُعجب أمبروسيوس بصديقه ضغط عليه أن يكتب وأمده بأكثر من سبعة سكرتيريين في دورات بجانب الكثير من النساخ وبعض الفتيات اللواتي يجدن الكتابة.

2- ضياع الكثير من كتاباته:

* للأسف ضاع الجزء الأعظم من كتابات العلامة أوريجانوس بسبب الصراعات المرة التي نشبت بسبب أرثوذكسيته، فلم تكن مجرد قراءة أعماله محرمة وإنما مجرد الاحتفاظ بها كان يحسب عملًا غير شرعي.
* أما معظم ما تبقى من كتاباته فهي ليست في الأصل اليوناني بل جاءت إلينا خلال الترجمات اللاتينية، خاصة التي قام بها روفينوس أسقف أكويلا والقديس جيروم.
* القائمة الكاملة لكتابات أوريجانوس التي أضافها يوسابيوس إلى سيرة صديقه ومعلمه بامفيليوس قد فقدت. ويقدر جيروم مقالات أوريجين ألفين، أما عند أبيفانيوس فستة آلاف شهد جيروم عن كثرة كتاباته بقوله: "من منا يقدر أن يقرأ كل ما كتبه؟"

3- كتاباته:


النصوص النقدية:

* يعتبر كتابه هكسابلا "السداسيات" أول محاولة قامت على مستوى علمي في دراسة نصوص العهد القديم، وهو عمل ضخم كرس له أوريجانوس حياته كلها. فقد نسق ستة أعمدة متوازية تشمل النصوص التالية:
أ النص العبري للعهد القديم.
ب النص العبري بحروف يونانية.
ج- الترجمة اليونانية لأكيلا من بنطس، وهو مسيحي تهود، عاش في أوائل القرن الثاني، ترجمته حرفية على حساب اللغة اليونانية. وضعها لمقاومة استخدام المسيحيين للترجمة السبعينية. ترجع هذه الترجمة لحوالي عام 128 م.

د- الترجمة اليونانية لثيؤدوتيون، وهو يهودي من أفسس، قام بالترجمة حوالي عام 180 م. تمسك بحرفية اللغة، لكنها ليست في دقة ترجمة أكيلا.
* هذا وقد أضاف أوريجانوس ترجمات لم يعرف أسماء القائمين بترجمتها، وضمها إلى السداسيات، حتى أظهر أيضًا "التساعيات"، حيث وجدت تسع أنهر في بعض الأسفار.

التفاسير:

* كرس أوريجانوس ساعات طويلة كل يوم للصلاة والدراسة، فجاءت تعليقاته وعظاته على الكتاب المقدس هائلة، شملت تقريبًا كل حقل الكتاب المقدس، أخذت ثلاث أشكال أدبية:
أ- ملاحظات مختصرة، غالبيتها ملاحظات نحوية بخصوص بعض العبارات الغامضة والصعبة
ب - عظات على فصول أو عبارات منتخبة من الكتاب المقدس، ألقيت في اجتماعات ليتورجية لتثقيف الشعب.
ج - تعليقات تحوى تفاسير رمزية وجوانب عقيدية، لا تزال هذه التعليقات لها أهميتها في مجال التفسير.

الكتابات العقيدية:

أ - عن المبادئ De Prircipiis (Peri Archon):

* الأصل اليوناني لهذا العمل مفقود.
أحتل هذا الكتاب أهمية كبرى بين كتابات العلامة أوريجانوس لسببين:
1- يعتبر هذا العمل أول محاولة قدمت لإيجاد منهج للاهوت المسيحي. فإذا انشغل أوريجانوس كثيرًا بالدفاع عن العقيدة المسيحية المستقيمة (الأرثوذكسية) ضد الهراطقة الغنوسيين، رأى الحاجة ماسة لا بالرد على نقاط منفصلة، وإنما ضرورة تقديم وجهة نظر للإيمان المستقيم تحمل طبيعة هذا الإيمان بطريقة شاملة وملتحمة، من خلالها تجد أسئلة الغنوسيين الإجابة فعالج هذا العمل الفكر المسيحي من جهة: الله والخليقة والخلاص والوحي الإلهي... قدمه للدارسين وليس للثقافة الشعبية العامة. فجاء العمل كأول محاولة مسيحية فيها تحكم الفلسفة في خطة الخلاص.
2- وجد مقاوموا أوريجانوس في هذا العمل المادة الغزيرة لاتهامه بالهرطقة، سواء في حياته أو بعد رقاده حتى بقرون طويلة، وهنا لا ننسى ما أعلنه القديس جيروم من أن أوريجانوس كتب إلى فابيانوس أسقف روما يوضح له أن بعض الأشياء الواردة في عمله (غالبًا ما يقصد به هذا العمل) تخالف وجهة نظره، وأن صديقه أمبروسيوس قد تسرع في نشرها بغير إرادته.
* كُتب هذا العمل في الإسكندرية ما بين عام 220 م. وعام 230 م.، في أربع كتب حوت المواضيع التالية:
1 - الله وعالم الأرواح.
2 - العالم والإنسان، وخلاص الإنسان ومصيره.
3 - الحرية الإنسانية ونصرة الخير النهائية.
* تحدث في الكتاب الأول عن الله وحدانيته وروحانيته، كما أوضح خطأ مرقيون وغيره من الغنوسيين من جهة التمييز بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد. تحدث أيضًا عن الثالوث القدوس وعلاقتهم بالخليقة. تحدث عن الآب أنه عامل في كل الخليقة، والكلمة "اللوغوس" المولود قبل كل الخليقة يعمل في الخليقة العاقلة، أما الروح القدس فيعمل في الخليقة العاقلة المقدسة فقط. ثم تحدث عن الملائكة أصلهم وجوهرهم وسقوط الملائكة.
* في الكتاب الثاني عن العالم المادي وخلقة الإنسان كنتيجة لسقوط الملائكة فإن الإنسان هو روح ساقطة ليست جسدًا ماديًا. ثم تحدث عن تجسد اللوغوس لخلاص الإنسان، عقيدة القيامة والدينونة والحياة الأخرى.
* وفي الكتاب الثالث تحدث عن اتحاد الجسد بالنفس أنه يعطى فرصة للجهاد والنصرة. في هذا الجهاد يسند الإنسان الملائكة أو القوات الصالحة، بينما تقاومه الشياطين، وفي هذا يبقى الإنسان في حيرته. لقد ركز على " الحرية الإنسانية " ورافعًا عنها بقوة ضد الغنوسيين الذين يحطمونها.
* وفي الكتاب الرابع قدم التعاليم الأساسية مع بعض إضافات، كما تحدث عن الكتاب المقدس كمصدر للإيمان، والوحي وتفاسيره الثلاثة (الحرفية والأخلاقية والروحية)

ب- مناقشة مع هيراقليدس:

* وجد بين مجموعة من أوراق البردى التي اكتشفت في طور بجوار القاهرة عام 1941 م. مخطوط يرجع لحوالي نهاية القرن السادس، يحوى نص المناقشة التي دارت بين أوريجانوس والأسقف هيراقليدس. وهى تمثل سجلًا كاملًا لمناقشة واقعية حدثت في كنيسة بالعربية في حضور الأساقفة والشعب حوالي عام 245 م. ويبدو من المناقشة أن أوريجانوس كان يتكلم وهو في سلطة المعلم.
* في الجزء الأول منها تدور المناقشة حول الآب والابن، فيشير أوريجانوس إلى الكتاب المقدس ليظهر ماذا يعنى أن الاثنين هما واحد.
آدم وحواء هما اثنان لكنهما جسد واحد (تك24:2).
* (الإنسان البار) المرتبط بالرب يصير معه روحًا واحدًا (كو17:6).
* أما ربنا ومخلصنا ففي علاقته بالآب، إله المسكونة، ليس معه جسدًا واحدًا ولا روحًا واحدًا (بالمعنى الوارد في كو17:6)، "بل ما هو أعظم من الجسد والروح، هما الله الواحد".
* وفي نهاية المناقشة يعالج موضوع خلود النفس، حيث سأله الأسقف في هذا الشأن، ويجيبه أوريجانوس بأن النفس هي خالدة من ناحية وقابلة للموت من ناحية أخرى إذ هناك ثلاثة أنواع من الموت: موت الخطية (رو4:6)، وموت عن الله (خر 4:18) والموت الطبيعي. فالنفس لا تسقط تحت الموت الأخير، الموت الطبيعي، ولو أن الذين يعيشون في الخطية يشتهونه ولا يجدونه (رؤ 6:9). لكن النفس تخضع للموت الأول أو الثاني، بهذا يمكننا أن نسميها قابلة للموت.

ج - عن القيامة:

* يمكن اعتبار عمله "عن القيامة Peri Anastasius" مقدمة لعمله الضخم "عن المبادئ الأولى". أشار إليه في هذا العمل طالبًا الرجوع إليه حيث تحدث في أمر القيامة بتوسع كبير وأشارالمؤرخ يوسابيوس إلى كتابين له في هذا الموضوع، كذلك جيروم... وللأسف فًقد هذا العمل، ولم يبق منه إلا مقتطفات في أعمال بامفيلوس وميثوديوس أسقف فيلبى وجيروم ويروى لنا ميثوديوس أن جيروم غير رأيه الذي أورده في كتاب "المبادئ" عن القيامة وذلك في أواخر حياته رافضًا فكرة التعرف المادي للشخص المقام ببشريته وجسده وكل تفاصيله...

د - المتفرقات:

* هذا العمل مفقود، إلا شذرات قليلة منه اقتبسها جيروم باللاتينية. وقد أشار المؤرخ يوسابيوس إليه، أنه يحوى عشر كتب سجلها في الإسكندرية قبل رحيله منها.
* يشير العنوان إلى موضوعات متنوعة لم تناقش بترتيب خاص.
أعماله الدفاعية:
* أهم أعماله الدفاعية هو "ضد كلسس"، وهو مقال مكون من ثمان كتب في إجابة مطولة ضد كلسس - كتبه في أواخر حياته حوالي عام 248 م.
* كلسس هذا في نظر أوريجانوس كان أبيقوريًا، لكنه كانت له أفكار أفلاطونية وهو صديق الخطيب لوقيان (حوالي 120-200 م).
* كتب عمله "True Discourse" حوالي عام 178 م.، مستخدمًا كل وسيلة تعلمها للهجوم على المسيحية، هذا العمل مفقود، لكن مقال أوريجانوس حفظ الكثير من نصوص الهجوم.
أ - هاجم شخص يسوع المسيح، متهمًا القديسة مريم بالزنا، كما أستخدم إنكار بطرس وخيانة يهوذا وموت يسوع كمتناقضات للاهوته، فقد رفض التجسد والصلب، كما جعل من القيامة خدعة.
ب - هاجم اليهودية والمسيحية معًا، فسخر بفكرة المسيا، كما اتهم السيد المسيح أنه تعلم السحر في مصر.
ج - هاجم فكرة "ما فوق الطبيعة" التي تقوم عليها المسيحية واليهودية معًا، ويرى أن الصراع بين المسيحية واليهودية نوعًا من الغباء.
د - هاجم فكرة "الوحي الإلهي" وأنكر العقاب الأبدي متهمًا المسيحيين أنهم ورثوا الجهل والقسوة عن آبائهم اليهود، ودعاهم غير متعلمين وعبيد ونساء وأطفال وسخفاء.
ه في رأيه أن الله لا يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بالقرود والحشرات... وفي مجمله لم يحمل مشاعر دينية قوية.
و - مدح التعاليم المسيحية السلوكية وتعاليم اللوغوس، وفي رأيه أن يترك المسيحيون يعيشون بشرط أن يتخلوا عن عزلتهم السياسية والدينية ويخضعوا لتقاليد الدولة الدينية. فقد كان متخوفًا من عزلتهم أن تسبب شقاقًا في الدولة وانهيار للإمبراطورية الرومانية. لهذا دعاهم لمساندة الملك والعمل معه في تحقيق العدل، والمحاربة من أجله، وإن استدعى الأمر أن يكونوا في الحرب تحت قيادته أو من ينيبه عنه، وذلك لتدعيم شرائع الدولة ودينها.
* لم يقرأ أوريجانوس هذا العمل، الذي كان أثره على مصر وفلسطين لا يذكر. ولولا أن أمبروسيوس صديقه قرأ الكتاب وشعر بخطورته فأرسل إليه يطلب أن يفنده لما علمنا شيئًا عنه.
* في البداية كان رأيه أنه لا حاجة لتفنيده فأن حياة السيد المسيح وسلطانه يعرفها الجميع، وهو خير شاهد ضد ما كتبه كلسس، وأن هذا العمل لم يهز إيمان أي مسيحي. لكنه عاد واستجاب لطلب صديقه فكتب الرد بنظرة روحية ثاقبة ومهارة عظيمة وفكر ناضج يحمل قوة. وجاء رده يحوى اقتباسات كثيرة من الكتاب الوثنيين، ولعله بهذا أثبت أنه كان من حيث علمه منافسًا كبيرًا لخصمه الوثني كلسس.
* وجه أوريجانوس مقاله لا للمؤمنين تمامًا، بل للذين ليس لهم معرفة بالإيمان المسيحي أو الذين قال عنهم الرسول بولس (رو 1:14) أنهم ضعفاء في الإيمان.

فى هذا العمل أوضح الأتي:

أ - لو قرأ كلسس النبوات ودرس الكتاب المقدس بعهديه كما يجب لما قال أنه يعرف " كل شئ"... "نحن الذين درسنا هذه الأمور دراسة عن قرب لا نستطيع أن نجرأ ونقول أننا نعرف كل شيء لأننا نحب الحق".
ب - أجاب على اعتراض كلسس بأن المسيحية إيمان البسطاء، بأن هذا الإيمان البسيط يحمل نوعًا من المعرفة أكده كلمة الله، وحمل ثمارًا حية في حياة المسيحيين أنفسهم الذين تركوا رذائلهم القديمة. هذا وأن المسيحية تقدم بساطة الإيمان للبسطاء، كما تقدم سمو المعرفة العالية للكاملين، الله في محبته للبشر قدم لبنًا للأطفال وطعامًا قويًا للبالغين. لقد أراد أن يرفع بالضعفاء إلى " معرفة الله في حكمة الله".
ج - أنتقد أوريجانوس كلسس لأنه عبر عن النبوات الخاصة بالسيد المسيح دون مناقشتها كما ينبغي، فقد شهد الأنبياء قبل مجيئه عن ميلاده في بيت لحم وآلامه ومجيئه الأول والأخير وقيامه والتحول الذي يصنعه.
د - أكد صدق الأناجيل بما تحمله الرسل من أجل الكرازة به، كما تحدث الإنجيليون عن ضعفاتهم الخاصة وعن تركهم للسيد أثناء الصلب وإنكار بطرس... فلو أن الأناجيل من عملهم الذاتي لما ذكروا شيئًا من هذا.
* أكد أوريجانوس كيف أن وعود السيد المسيح قد تحققت، فالعالم قبل رسالته والإنجيل انتشر في كل المسكونة، ومن أجله أحتمل الكثيرين الاستشهاد.
ه أما عن قيامة السيد المسيح فقد أوضح أوريجين أنه ُصلب علانية، ومات أمام الكثيرين، فإذا ظهر بعد ذلك كانت قيامته حقيقة لا شك فيها. وقد شهد الرسل عنها حتى الموت. "لو أنهم اخترعوا رواية القيامة، كيف كانوا يبشرون بها بعد ذلك بقوة حتى إنهم ليس فقط قادوا الآخرين إلى احتقار الموت بل هم أولًا احتقروه".
* قد يعترض: لماذا لم يظهر بعد قيامته للجميع؟ أجابه ليس الكل كان مستحقًا لرؤيته ولا كان قادرًا على التفرس فيه، فليشرح لنا ظهوره لتوما وللتلميذين اللذين كانا في طريقهما لعمواس... الخ.
* تأكدت القيامة أيضًا بالنبوات وبالمعجزات وفوق الكل بثمار الخلاص التي قدمتها للجنس البشرى.
و- تحدث عن التحول الذي حدث في العالم، وكيف قدمت المسيحية حياة فضلى فعالة في حياة الناس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يحول السيد الخطاة إلى قديسين... ويغير النفس البشرية ويجدد طبيعتها.
ز- أكد أوريجانوس طاعة المسيحيين للحكام، لكنها ليست طاعة مطلقة، إنما في الرب... فلا يقبلون العبادات الوثنية.

كتاباته العملية:

أ - عن الصلاة De Oratione

* مقال وجهه إلى صديقة أمبروسيوس وسيدة غير معروفة تسمى Tatiana ربما أخت أمبروسيوس أو زوجته. كتبه ما بين عاميّ 233 و234 م.، عالج فيه موضوع الصلاة
* هذا العمل أوضح بأكثر جلاء عن بقية كتاباته عمق حياة أوريجانوس وغيرته الروحية
* وأرجو أن أتحدث عن أفكاره بخصوص الصلاة فيما بعد إن شاء الرب.

ب - حثه على الاستشهاد:

* كُتب هذا المقال في قيصرية فلسطين عام 235 م. في بدء اضطهاد مكسيميانوس، وجهه إلى أمبروسيوس صديقه وبروتوكتيوس كاهن في إيبارشية قيصرية، اللذين ألقيا في السجن في هذا المقال كشف عن أعذب ما تشتهيه نفسه كل أيام حياته ألا وهو " الاستشهاد".

ج - عن القيامة:

* حفظ المخطوط الذي وجد بطور عام 1941 مقتطفات عن مقال لأوريجين عن القيامة.

د - رسائله:


لا يوجد من رسائله سوى رسالتين كاملتين:

1- الأولى وردت في كتاب الفيلوكاليا فصل 13 وهى رسالة موجهه إلى تلميذه السابق القديس غريغوريوس الصانع العجائب، كُتبت ما بين عام 238، وعام 243 م. بينما كان أوريجانوس في نيقوميديا.
* في هذه الرسالة يطلب من تلميذه أن يقتطف من الفلسفات اليونانية ما يمكن أن تنتفع به المسيحية، كما أنتفع اليهود بالأواني الذهبية والفضية التي أخذوها من المصريين في خدمة الله الحقيقي. كما طالبه بالإهتمام الشديد بدراسة الكتاب المقدس، وأن يقرع الباب ويسأل خلال الصلاة لكي يتفهم الأسرار الإلهية.
2- الرسالة الثانية وجهها إلى يوليوس أفريقيانوس التي سبق الإشارة إليها كتبها حوالي عام 240 م. من منزل صديقه أمبروسيوس بنيقوميديا.
3 - كثير من رسائله المفقودة نسمع عنها في يوسابيوس "الكتاب السادس"، منها رسالة إلى الإمبراطور فيلبس العربي، وأخرى إلى زوجته سيفيرا، ورسائل إلى الأسقف فابيانوس.

سادسًا: أوريجانوس والعالم المسيحي


تلاميذ أوريجين والمعجبون به:

1- في الإسكندرية تتلمذ (البابا) ديونسيوس على يديه، وحينما بدأ العالم ينقلب عليه بقى البابا يشعر أنه مدين بالجميل له، فأرسل إليه رسالة عن الاستشهاد عام 259 م.
2- وقد مدحه القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية وأكمل عمله في حقل التفسير واللاهوت الرمزي.
3- ونسخ بمفيليوس البيروتى تلميذ بيروس مدير مدرسة الإسكندرية معظم مؤلفات أوريجانوس بيده وشغف بقراءتها.
4- ودافع عنه البابا أثناسيوس الرسولي ولقبه بألقاب جميلة مثل: "العجيب " و"العامل بالحب".
5- أما الآباء الكبادوك فقد أحبوه وورثوا تعاليمه التي نقلت إليهم بواسطة تلميذه القديس غريغوريوس صانع العجائب الذي تتلمذ هو وأخوه ثيؤدورس على يديه بسبب اهتمامهما بالعلوم اليونانية وحبهما للفلسفة، لكنه استبدل غيرتهما القديمة بدراسة اللاهوت، وإذ لبثا خمس سنوات أظهرا تقدمًا عظيمًا في الروحيات حتى سيم كلاهما أسقفًا في كنائس بنطس رغم حداثة سنهما.
6- القديسان غريغوريوس النزنيزى وباسيليوس الكبير وإن كانا لم يقبلا نظامه اللاهوتي بكليته لكنهما رأيا فيه الشكل الوحيد الكافي للفكر العلمي المسيحي المعروف في ذلك الحين.
7- ويعتبر القديس أوغريس من بنتس هو المسئول عن نشر تعاليمه بين رهبان مصر، فقد اعتمد على كتاباته وكان ينشرها أثناء وجوده في مصر. ومن خلاله أيضًا تسلم القديس يوحنا كاسيانتعاليمه وبهذا إنتقلت إلى رهبان الغرب.
8- تأثر الأب مكسيموس المعترف بأوريجانوس تأثيرًا مطلقًا في وقت ما.
9- عُرفت أعماله في الغرب بواسطة روفينوس من أكويلا الذي أعجب به جدًا ودافع عنه بشدة.
* ويعتبر القديسان هيلارى وأمبروسيوس مدينان لتفاسيره بالكثير.
10- أما القديس جيروم فقد كان منذ صباه المبكر معجبًا به جدًا، دعاه "أعظم معلم للكنيسة بعد الرسل". دفع الكثير ليقتنى كل كتبه، وترجم الكثير من مقالاته إلى اللاتينية، وجعل اسمه مشهورًا في الغرب. معرفته للتفسير جاءت عن رجال أوريجانيين مثل ديديموس الضرير وغريغوريوس النزينزى... لكنه فيما بعد انقلب إلى عدو لدود ضد أوريجانوس.
11- كما مدحه القديس أغسطينوس.
12- بين المؤرخين الأولين مدحه يوسابيوس وسقراط جدًا.
13- أخيرًا نذكر مجرد أسماء لتلاميذه والمعجبين به: "القديس يوحنا أسقف أورشليم ويوسابيوس أسقف Vercellae، والأخوة الطوال القامة الذين بسببهم تعرض ذهبى الفهم لكثير من المتاعب، والقديس بلاديوس، وتوتيم أسقف سيتى الذي أعترض على أبيفانيوس عدو أوريجانوس.

خصومه:

1- البابا ديمتريوس الكرام وسبق الحديث عنه.
2- ولعل أول هجوم خطير ضده كان من ميثوديوس أسقف أولمبيا في بدء القرن الرابع الذي كتب ضده بعنف، وهاجم التعاليم الواردة في كتاب De Principiis، مثل: أبدية الخليقة - الوجود السابق للنفوس قبل تجسدها - طبيعة الجسد المقام... لكنه عاد فامتدح العلامة أوريجانوس في أواخر أيامه.
3- أما أبيفانيوس أسقف سيلاميس بقبرص قد هاجمه في كتابيه: Anchoratus Adv. Haeres معتبرًا إياه هرطوقيًا معتمدًا على ما ورد في ميثودوسيوس وغيره. وقد عرف هذا الأب ببساطته وسرعة تصديقه وحماسه.
* بدأ أبيفانيوس عمله بعظة هجومية ضد الأوريجانية في كنيسة القيامة، قام بعدها بتحريض الرهبان أن ينفصلوا عن الأسقف حتى يتطهر تمامًا من كل شك في الهرطقة الأوريجانية. وأستطاعأبيفانيوس أن يكسب جيروم في صفه. فحدث خلاف بينه وبين رفينوس.
4- أمام هذا التيار العنيف قام روفينوس بترجمة كتاب المبادئ De Principiis (موضوع كل النزاع وفيه وجدت الآراء اللاهوتية الخاطئة) إلى اللاتينية ومعه دفاع عن أوريجانوس. لكن نشر الكتاب أثار عدة تساؤلات حول أوريجانوس مثل نظرية للثالوث القدوس إن الآب يحتضن الخليقة كلها، أما الابن فيهتم بخلاص الخليقة العاقلة وحدها، وأما الروح القدس فيعمل فقط في القديسين. فتساءل البعض هل بهذا أراد أوريجانوس أن يجعل من الآب أعظم من الابن، ومن الابن أعظم من الروح القدس. كذلك في حديثه عن الرمزية جعل البعض يفهم أنه قصد بأن أحداث التاريخ حتى حياة السيد المسيح في الكتاب المقدس مجرد حياة رمزية.. هذا مع إنكاره العقاب الأبدي لأن البشر لا يكون لهم أجساد مادية تسقط تحت العقاب، ونظرته لتناسخ الأرواح.
* لقد أرفق روفينوس ترجمته بمذكرة له تحت اسم "الفساد أعمال أوريجانوس" يعلن فيها أن النساخ أدخلوا بعض المبادئ الهرطوقية... وقد شملت النقاط التالية:
أ) يستحيل لرجل متعلم وعاقل مثل أوريجانوس أن يناقض نفسه ليس بين كتاباته في شبابه وكتاباته في الشيخوخة، وإنما جاء التناقض في الكتاب الواحد.
ب) أن هناك آباء أرثوذكسيوا المعتقد شوه الهراطقة كتاباتهم مثل القديسون أكليمنضس الأسكندرى وأكليمنضس الروماني وديوناسيوس الأسكندرى.
ج) أشتكى أوريجانوس نفسه برسالة له لا تزال موجودة مما فعله الهراطقة بكتبه (في هذه الرسالة دافع أوريحانوس عن نفسه أنه يستحيل أن يقول بأن الشيطان يخلص فأن هذا لا يقوله إلا من كان مجنونًا).
5- أخيرًا فلا ننس موقف البابا ثاؤفيلس الأسكندرى ضد أوريجانوس كما ظهر في شكله الأخوة الطوال القامة.

   المصدر موقع القديس تكلا هيمانوت  
الجمعة، 13 ديسمبر 2013
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

Popular Post

Blogger templates

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

About

قائمة المدونات الإلكترونية

Seacrh By Labels

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Followers

Powered By Blogger

Advertisement

About

- Copyright © "دعونا نتأمل يقول الروح " -Metrominimalist- Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -