النور والحياة

 
قيامتك المجيدة.. هي قيامة الحياة.. فيك كانت الحياة والحياة كانت نور للناس.. ترتبط الحياة بالنور.. نور الشمس هو حياتها وبقائها.. عندما يقال علي الإنسان لقد انطفأ النور من عينيه أي أنه قد فارق الحياة ... نور الخاطئ توبه وحياة أبدية.. ورأي الله النور أنه حسن ..قُل كلمة... قل كلمة فقط.. وكل الأمور سوف تكون بخير فأنت ضابط الحياة ومنبع النور أليس ذلك صحيحاً أليس أن النور مرتبط بالحياة وأنت هو الحياة ..فقبل أن ينتهي النور وتخفُت الحياة اقبلنا في دربك.. ليس وكأننا نستحق ولكن حبك المملوء حياة ينيرنا فنتقدس.. لك السبح الدائم.
الخميس، 12 مايو 2022
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

نور ‏الدهر ‏الآتي ‏ ‎

 الراهب الورع الحقيقي هو من يقدم المسيح لذاته وللآخرين ببساطته وأمانته كُلما جلس في في قلايته  تعلم الحب وكلما تعلم الحب تعلَّم كيف يعطيه عليه فقط أن يكون بسيطاً وعليه ألا يخرج كثيراً من قلايته فدير الراهب قلايته بل كل عالمه هناك تشتعل روحه بنار المحبة الإلهية التي جعلته يفقد كل شئ من أجل أن يشتري اللؤلؤة الكثيرة الثمن ويكون لديه الفرصة أنه كما أن المسيح اشترانا بدمه هكذا نضع كل شئ تحت أقدامه عربون حب فقط.. ليس لدينا الكثير لنقدمه إليه بل ليس هنالك شئ نقدمه له ويقدره أكثر من نفوسنا ومحبتنا الصادقة الله لا يريد سوي الصدق في المحبة والعمق وعليك أن تتواضع للمرشد الروحي كما تواضع الإبن للآب يكفي الإبن أن يكون كأبيه والتلميذ كمعلمه حينئذ تكتمل دائرة الأبدية التي أنشأها التواضع والحب.. حينما خضع الإبن وتحمل الصليب وانتصر غالباً كذلك علي الراهب أن يخضَع لمعلمه ومرشده ويتحمل الصليب لكي يغلب ويتمجد في عرش الله.. واذا أراد الله وجاءه زائرين يتكلم بالروح عن المسيح والروحيات فقط ولا يأتي بسيرة أي شئ يحدث في العالم.. فيحصل الزائرين علي ما يريدون انهم يريدون المسيح فقدم لهم المسيح
الخميس، 24 سبتمبر 2020
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

الألم


الألم يزرع حكمة في قلب الإنسان ، الألم بداية طريق المجد  من إئتنس به وضع قدميه عليه.. سلم الفضائل يجب أن يكون مُحاط بالألم ليس هنالك فضيلة يسهل إقتنائها إلا بالألم والتعب،  وهو أيضاً ينقي الإنسان،  الألم عربون للأبدية ، الألم ربان سفينة المُخلَّصين.. اتَّخذه صديق وتكيف معه.. لأنه أفضل لك من أن يكون صديقك عن عدوك .. من يعرف أن يعيش في الألم فرحاً تبدأ أبديته من هنا علي الأرض... ربما يلبس الألم ثوباً عنيفاً لكنه ليس بعنف الموت هو يُشعرك بأنك حي.. الإنسان الذي يجد عزاء في الألم يستطيع أن يُحيي عزاءاً في المتألمين الذين فقدوا رجائهم.. طوبي للمتألمين لأن مسكنهم قلب المسيح وملجأهم أحضانه ودموعهم كلمات روحانية تُحلِّق حول عرش مراحم الله الغنية.. دمعة واحدة تحرك أحشاء الله ويداه، دمعة واحدة صادقة أقوي من مئات الصلوات وهي تنسكب في قلب الله مباشرة.. أطفئوا نيران الخطية بدموع محبة المسيح أيها المتألمين حباً لأنها غنية وقوية.. والرب الحنون يعيننا ويقوينا في رحلة الحياة رحلة الألم ويمسك بأيدينا ويقودنا لمسكننا السماوي وأحضانه المُتَّسعة
.
الجمعة، 31 يناير 2020
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

أن نصلي



أن نصلي

قال المسيح: «هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ» (مر9: 29). الشيطان الرابض في قلوب الأعداء لن يفارقها إلاّ باتّحادنا في الصلاة وبشركتنا في الصوم. لقد أعطانا المسيح العلاج الأوحد فلِما لا نستخدمه؟!!
العدو يخاف من الصلاة لأنّها تُجرِّده من سلاحه الأوّل؛ أي تصدير الخوف إلى قلوب المسيحيين. مَنْ يُصلِّي لا يخشَى شيئًا. لذا فإنّ مخاوف المسيحي هي ردّة فعل إنسانيّة لا تلبث أن تذوب أمام لهب الصلاة.
هناك فارق بين الخوف العرضي الإنساني الوقتي، وبين الخوف المتوّج ملكًا على الحياة المتشبّثة بالأرض ومن عليها. لا يملكن الخوف بصولجانه على قلب مسيحي يُصلِّي.
لما كنت حرًّا كنت أعمل والصلاة أحيانًا في الخلفيّة.
أمّا في السجن [من أجل المسيح] اكتشفت أنّ الصلاة هي كلّ شيء. إنّها مثل استعمال الطيّار  قائمة المراجعة قبل الإقلاع.
إذا أُغفِلَ البند الأوّل قد تتعرّض حياة الكثيرين للخطر.
البند الأوّل في قائمة مراجعتنا يجب أن يكون دائمًا الصلاة.
إنْ أغفلناها تعرّضت المهمّة كلّها للخطر
أحد المعتقلين من أجل الإيمان في فيتنام
«أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ» (يع5: 13). تلك الوصيّة الرسوليّة تضع لنا قاعدة ذهبيّة مختصرة أنّ الصلاة هي دواء المشقّة. ويكمل القديس بولس الصورة بكلمات الروح فيقول: «فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَِّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ» (رو12: 12). إن عكسنا تسلسل الآية نجدها ترسم طريقًا واضحًا للخروج من فوّهة الضيق. فالمواظبة على الصلاة تستجلب لنا نعمة الصبر إن حلّ الضيق، ومن الصبر ينفجر نور الرجاء ليثبّت قلوبنا في الفرح.
لقد عزى البعض ثبات المسيحيين الروس في الهجمات التي طالت الكنيسة طوال فترة الحكم الشيوعي إلى انتظامهم ومواظبتهم على الصلاة قبل أن تحلّ الضيقة ..
إنّنا لن نستطيع أن نصبر على الضيق من جرّاء أنفسنا، ستخور أنفسنا سريعًا أمام ثقل الضيق الحاضر المدفوع بيد الشرير. ستشرخ النفس بجرحٍ يصعب مداواته. جرح النفس سيقودنا إلى الانطواء أو العنف، وكلاهما انتكاسة في حياتنا المسيحيّة المجاهرة المسالمة. ولكن إن دخلنا مخدع الصلاة، جعلنا المواجهة بين المسيح والشيطان لا بيننا وبين الشيطان، وقتها نرى المسيح يعمل من وسط خيوط الشيطان العنكبوتيّة ليرسم خلاصًا لأحبائه. لن نخور لأنّ المسيح هو الحاضر في قلوبنا لامتصاص قسوة الحاضر ولدفعنا بقوة الرجاء. صرخة صلاتنا دائمًا للروح، كما طالب اليونانيين، فيلبس، قديمًا: نريد أن نرى يسوع يعمل لنجدتنا .. نريد أن نرى يسوع يعلن عن ملكه على الجميع .. نريد أن نرى يسوع .. قد يتأخرّ ويأتي في الهزيع الرابع من الليل، ولكنه سيهبنا الصبر، طوال الليل، ليكمّل ضفر إكليل المجد لنا. تأخُّر الربّ هو إعداد للمجد. سنتسلّم الصبر من يده. والصبر اقتناء للنفس وعودة بها إلى ثالوث الحبّ. ومن بين سكينة الصبر المُتجدِّد بمواظبة الصلاة سيشرق شمس البرّ والشفاء على جناحيه. سيشرق، فنرى فيه رجاؤنا. وقتها سنفرح وسنرسل تسابيح الفرح إلى أهل العالم فتصير تسابيحنا كرازة فائقة نابتة من الألم والدماء. قَبْل الهبة، ضيقٌ. وسط الضيق نوهب الصبر إنْ صلّينا. هكذا كانت الكنيسة الأولى؛ «هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ» (أع1: 14).
مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا،
فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ
كو3: 4
أن نصلي هذا سلاحنا للنصرة …
الصلاة تعالج نفوسنا التي ترزح تحت وطأة الضيق.
الصلاة ترفعنا لنرى الأمور بعين الله الخيّرة.
الصلاة تُجدّد أشجار حياتنا التي قد أصابها العطب ولفحتها رياح الشمال ولوّحتها شمس التجارب.
الصلاة تزيل صدأ علاقتنا بالله وتفتح من جديد قنوات الاتّصال بيننا وبين السماء.
الصلاة تُضمِّد جرح القلب النازف بالخوف.
الصلاة تزيل هموم الغد الرابضة على عقولنا.
الصلاة تُحيي فينا الشعور بسيادة الله على الخليقة.
الصلاة تُذكِّرنا أنّه لاشيء يحدث دون علمه الإلهي،
ولا شيء يحدث يمكنه أن يؤذي أولاده إيذاءً أبديًّا.
ندخل الصلاة بصرخات الخوف ونخرج بترانيم الرجاء
ندخل الصلاة بدموع الليل ونخرج بأفراح النهار
ندخل الصلاة بمشهد العالم الدامي
ونخرج بمشد الربّ يسوع الحاني
ندخل الصلاة مُهدَّدين في حياتنا ونخرج منها ثابتين في أبديّتنا
ندخل الصلاة بأسماء أحبائنا ونخرج بعونٍ لأحبائنا
ندخل الصلاة بجرح الأعداء ونخرج ببركة للأعداء
ندخل الصلاة بغضبٍ من قسوة الأرض
ونخرج بسلامٍ من روعة السماء.
ندخل الصلاة بذواتنا ونخرج بالمُخلِّص ..
بعمانوئيل ..
بالله معنا ..
وَيُقَالُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ:
هُوَذَا هَذَا إِلَهُنَا.
انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا.
هَذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ.
نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ
 إش25: 9
سارافيم اليرموسي
يناير 2011
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

جذور الحياة




”لأن عيوننا إليك ياحبيب النفس وإن كانت أفعالنا تدل علي عدم محبتك إلا أن جذور آلامك وتواضعك وموتك مزروعة في أعماقنا منذ وُلدنا ومتنا وقمنا معك .. والحقيقة إن لحظات الإنسان في الحياة هي ولادة وموت وقيامة وكل لحظة بحد ذاتها مكونه منها ،،  لَفْظ الله خارجاً من سمات الإنسان بحداثته ومجاراته للمُتغيرات التي طرأت وتطرأ ..والله يتحدث مع تلك الجذور المزروعة في الإنسان ويتواصل معها بصفة دائمة ..تواصل الله مع لحظاتنا الضائعة بعيداً عنه لا ينتهي كشعاع منبثق من أحضان الآب غير مُنقطع هكذا عمل الروح في أعماق الإنسان لكي يولد مسيحاً ويتكون جنيناً في دواخلنا ينموا ويصير قادراً أن يتألم ويموت أيضاً لكي يقوم ويحيا“.
الاثنين، 8 أبريل 2019
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

نرتل ونحلق مع السيرافيم حول العرش _ القديس يوحنا ذهبي الفم





"والسَّرَافِيم وَاقِفُونَ حَوْلَهَ" (إش 6: 2)

قَبْلَ الكَلاَمِ عَنْ كَرَامَةِ طَبِيْعِتِهِم فِإِنَّه يُعَلِمُنَا مِنْ خِلاِلِ اِقْتِرَابِهِم نَحْوَ عَرْشِ اللهِ، لأنَّه لّمْ يَقُلْ أَوَّلاً مِنْ هُمْ السَّرَافِيمُ بَلْ يَذْكُرُ المَكَانَ الذِي يَقِفُونَ فِيهُ، لأنَّ هّذْهِ المَكَانِةَ أَعْظَمُ مِنْ تِلْكَ. كِيْفَ؟  لأنَّ كَيْنُوْنَتَهم سَّرَافِيمَ لا تُوَّضِحُ أنَّهُم قُوَاتٌ عَظِيْمَةٌ كَمِثْلِ كَوْنِهِم يَقِفُوْنَ بِجِوَارِ العَرْشِ المِلُوْكِي. 

وبِالِمِثْلِ فَنَحْنُ أَيِضًا، نَعْتَقِدُ أنَّ هَؤْلاءَ الحُرَاسَ مُبَجَلُونَ، نَرَاهُم يَمُرُونَ وَهُمْ مُمْتَطُونَ الخَيْلَ فِي مَوِكِبٍ مُؤَلَفٍ مِنْ زِوْجَيِّن بِالقُرْبِ مَنِ المَرْكِبِةِ المُلُوْكِيِةِ، هَكَذَا بالنِسْبَةِ للقُوَاتِ غَيْرِ الجسدِيْةِ فَإِنَّ أُوَلَئَكَ أَكْثَرُ جَلاَلاً، كَلَّمَا اِقْتَربُوا مِنَ العرْشِ. لِذَلِكَ فَإِنَّ النِبِي قَدْ تِخَطَى الحَدَيْثَ عَنْ طَبِيْعَتِهم الخَاصَةِ وحَدَّثَنَا أّوَّلاً عَنْ مَكَانِهِم العظَيِمِ، مُقرًا بِأنَّ هَذَا يُمَثِلُ أَعْظَمَ زِيْنَةً لًهُم لأنَّهَا تُشَّكِلُ بِهِاءَهَم، ولأنٍّ هَذَا يَعْنِي لَهُم المَجَدَ والكَرَامَةَ وكُلَّ أمَانٍ أنْ يَظْهَرُوا حَوْلَ ذَاَكَ العَرْشِ.

وهَذَا مَا يُمْكِنُ أنْ نَرَاَهُ مَعَ المَلاَئِكَةِ، لأنَّ أُوْلَئِكَ حَيِنَ أَرَاَدَ المَسِيْحُ أنْ يُظْهِرَهَم بِأنَّهم عُظَماءٌ، لَمْ يَقُلْ عَنْهُم فَقَطْ أَنَّهَم مَلاَئِكَةٌ وصَمَتَ، بَلْ قَالَ عَنْهُم "إِن مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."، لأنَّ كِوْنِهِم يَنْظُرُونَ وَجْهَ الآبِ لَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ كَوْنِهم مَلاِئِكَةً، وهَكَذَا الحَالُ مَعَ السَّرَافِيْمِ فَالوُقُوْفُ بِجِوَارِ العَرْشِ وأنْ يَكُنْ هَذَا العَرْشُ فَيْ وَسِطِهم أَعْظِمَ مِنْ كَوُنِهِم  سَّرَافِيمَ. 

ولَكِنَّ العَظَمَةَ هَي لَكَ مُمْكِنَةٌ، إنْ أَرَدَتَ أنْ تَنَالَها، لأنَّ اللهَ لَيْسَ فِيْ وَسَطِ السَّرَافِيمِ، بِلِ فِيِنَا نَحْنُ أَنْفَسِنَا، إنْ أَرَدْنا. إذْ يِقُوْلُ: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ"، وأيضًا: "قَرِيب هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ." لَذَلِكَ فَبُوْلُسُ يَصْرُخُ: " فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ."، أَتَرَىَ كَيْفَ أَقَمَنَا مَعَ السَّرَافِيمِ، مُقَرِبًا إِيَانِا مِنَ العَرْشِ المُلُوُكِي؟

وبِعِدَ ذَلَكَ يَقَوُلُ: " لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ" فَعَلَى أَيِ شَئٍ تَدُلُ تَلَكَ الأَجْنِحَةُ السِتَةُ؟ إِنَّها تَدُلُ عَلَى أَنَّ  تَلَكَ الطَبَائَعَ سَامِيَةٌ وطَائِرَةٌ  وخَفَيْفَةُ، وسَرَيِعَةٌ. لأِجْلِ ذَلَكَ فَإِنَّ جَبْرَاَئِيْلَ يَنَزِلُ كَمَا لَوْ كَانَ لَهُ أجْنِحَةٌ، لَيَسَ لأَنَهُ يُوْجَدُ أَجْنِحَةٌ لَتْلكَ القُوَةِ غَيْرِ المُتَجَسِدَةِ، بِلْ دَلاَلَةٌ عَلى أَنَّه نَزَلَ مَنْ تِلْكَ الأَمَاكِنِ العُلْوِيِةِ جِدًا، وَوَصَلَ إلَى الأَرْضِ تَارِكًا إِقَامَتَهُ فِيِ السَمَاءِ. ولَكَنَّ مَا هَيَ غَايَتُهُ فِي أنْ يُوَضِحَ لَنَا عَدَدَ الأَجْنِحَةِ؟ وهَذَا لا يَحْتَاَجُ تَفَسَيْرِي الخَاصَ، لأنَّ الحَدَيِثَ يُفَسَّرُ نَفْسِهِ شَارِحًا لَنَا فَائِدَتَها، لأنَّهُ يَقُوْلُ: "بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ" كَأنَّهُما سِتَارَتانَ يُغَطَيَانَ وَجْهَهُ، لأنَّهَم لا يَتَحَمَلُون اللَمَعَانَ المُنْبَعِثَ مَنْ ذَلِكَ المَجْدِ. "وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ"، تَحْتَ تَأثِيْرِ نَفْسِ الاَنْبِهَارِ، لأنَّنا أَنْفُسَنا عَادَةً عَنْدَمَا يُسَلَطُ عَلَيْنَا جِسْمٌ بَاهِرٌ، فِإنَّنا نَنْكَمِشُ ونُخْفِي كُلَّ مَكَانٍ فِي جَسَدِنْا. ولِمِاذَا أَتَحَدَثُ فَقَطْ عَنِ الجَسَدِ، طَالَمَا أنَّ النَفْسَ ذَاتَهَا عِنْدَما يَحْدُثُ لَهَا ذَلَكَ الأَمْرُ فِي تَجَلِيَاتِها السَامِيَةِ، تَجِذِبُ كَلَّ طَاقَاتِهِا ثُمَ تَجْمَعُ ذَاتَهَا ضَاغِطَةً إِيِاهَا بِعُمْقٍ فِيِ الجَسَدِ كِمَا لَوَ كَانَ هَذَا الجَسَدُ مَلْبَسًا لِها؟ وحِيْنَ يَسْمِعُ أَحدٌ الاِندِهَاشَ والاِنبِهَارَ لاَ يظُنُ أنَّنا نَتَحَدَثُ عَنْ صِرِاعٍ مُقَّزِزٍ للنَفْسِ لأنَّهُ مَعَ هَذَا الاِنْدِهاشِ تُوْجَدُ نَشْوَةٌ مُمْتَزِجَةٌ بٍهُ لا تُحْتَمَلُ مَنْ عَظَمَتِهَا. "وَبَاثْنَيْن يَطِيرُون" وهَذَا يَدُلُ عَلَى أَنَّهم دَائِمَا يَشْتَهُوْنَ العُلْوِيَاتِ ولا يَنْظُرِوُنَ لأَسْفَلَ أَبدًا، "وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»"، وهَذَا الصُرَاخَ فَي الحَقَيِقَةِ هَوَ دَلاَلَةٌ وَاضَحَةٌ لَنَا عَلَى تَعجُبِهم، لأنَّهم لا يُسِبِحُون فَقَطْ بَلِ يَصْرُخُونَ بَشِدَةٍ، ولا يَصْرُخُونَ فَقَطْ بَلِ أَيْضِا يَفْعَلُونَ ذَلَكَ بِلا اِنْقِطِاعٍ.

لأنَّ الأَجْسَادَ البَرّاقَةَ وإنْ كَانَتْ مُنِيْرَةً بَشَكِلٍ عَظِيْمٍ، حِيْنِئِذٍ فَإِنها عَادَةً مَا تثِيْرُ ذَهَوَلَنا لَمَّا نُشَاهِدُها للمَرَةِ الأَوْلَى بَعُيْوْنِنا، ولَكَنْ إِنِ واصلْنَا التَطَلَعَ فَيَها أَكَثَرَ فَبَالتَعّوَّدِ سِوْفَ يَنَتَهَي اِنْدَهَاَشُنَا، لأنَّ عُيْوْنَنَا قَدْ اِعِتِادِتْ عَلِى تِلْكَ الأَجِسَادِ.

لذلك فعِنْدِما نِرَى أَيْقُوْنَةً مُلُوكِيِةً، وقَدْ تَمَّ تَكَرِيْسُها (تَجْهِيزُها) حَدِيْثًا وهَي تَزْهُو بَأَلَوَانِها، فَهَي تُثِيْرُ إِعْجَابَنَا  ولَكِنَّ بَعْدَ يَوْمٍ ويَوْمَينِ يَزُوْلُ إِعْجَابُنا هَذا. ولَكِنْ لِمَاذَا أَتَحَدَثُ عَنْ أَيِقُوْنَةٍ مُلُوْكِيِةٍ، طَالَمَا أنَّ الأَمْرَ ذَاتَهُ  يَحْدُثُ لَنا مَعَ  أَشِعَةِ الشَمْسِ، عِلى الرُغْمِ مِنْ أَنَّه لا يُوْجَدُ جِسْمٌ أَكَثَرُ  لَمَعَانًا مَنَها؟ وهَكَذا فَأَيِ جَسِدِ بِسِبَبِ الاِعْتِيَادِ (عَلىِ النَظَرِ) إِلِيِهِ يُذَهَبُ الإعْجَابُ بِهِ. غّيْرَ أنَّ الأَمْرَ لَيْسَ كَذَلِكَ فَيْمَا يَتَعَلقُ بَمَجْدِ اللهِ، بَلْ عَلى العَكْسِ تَمَامًا، لأنَّه كُلَمَا وَاصَلَتْ تِلِكِ القُوَاتُ (السَمَائِيَةُ) فِي النَظَرِ إلَى ذَلَكَ المَجْدِ كَلَمَا اِنْبِهِرَتْ بِالأَكثرِ واِزْدِادَ تِعَجُبُها، لَذلَكَ فَبَالرَغَمِ مِنْ أنَّهم يَرُونَ ذَاَكَ المَجْدَ مُنْذُ خِلْقَتِهم حِتَّي الآنَ، فَلاَ يَتَوَقَفَونَ عَنِ الصَرُاخِ بِاِنْبِهِارٍ، لأنَّ مّا نُعَانِي مِنْهُ ويَحْدَثُ لَنا فِي بُرْهَةٍ قًصِيْرَةٍ مَنِ الزَمَنِ، عَنْدَمَا يَأْتِي عَلَيْنَا ضِيِاءٌ سَاطِعٌ، يَحْدَثُ لَتْلَكَ القُوَاتِ القَائِمَةِ قُدَامَه بِاسْتِمْرَارٍ وبَلاَ اِنْقطِاعٍ، وبِالرَغْمِ مَنْ ذَلِكَ يَظْهَرُون لَذَةً مًا وتَعَجُبًا. لأَنَّهم لَيْسُوا فَقَطْ يَصْرُخُون، بَلْ يَفْعَلُوْنَ هَذَا فِيْمَا بَيْنَهم، وهَذْه عَلاَمَةٌ عَلَى اَنْدِهَاشِهم الدَاَئِمِ، وهَذِا نَفْسَهَ مَا يَحْدُثُ لَنا عِنْدَمَا نَسْمَعُ رَعْدًا أو زِلْزِالاً يَهْزُ الأَرْضَ، لَيْسَ فَقَطْ نَقْفِزُ ونَصْرُخُ، بَلْ نُسْرِعُ بِالهَرَبِ الوَاحَدَ إلى الأَخَرِ إلَي بَيْتَهُ،  وهَذَا مَا يَفْعَلُهُ السَّرَافِيمُ، لِذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ يَصْرُخُ نَحَوَ الأَخَرِ قَائِلاً: " قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ".

هَلْ تُدْرْكُون أَيَ صَوتٍ هَذا يَا تُرَى؟ 

هَلْ يا تُرَى هَوَ صَوْتٌ يَخُصُنَا أمَ صَوْتُ السَّرَافِيمِ؟ 

صَوْتُنَا وَصَوْتُ السَّرَافِيم هُوَ لِتِسْبِيْحِ المَسِيحِ الذِي أِزِالَ الحَاجِزَ المُتَوَسَطَ وأَحَّلَ السَلامَ بَيْنَ السَمَاويَاتِ والأَرْضِيِاتِ، وتَسْبِيْحٍ لِذاِكَ الَذي جَعَلَ الاثْنَيِنَ واحَدًا.

لأنَّه فِي السِابِقِ كَانَتْ هَذِهِ التَسْبِحَةُ فَقْطْ تُرَتَلُ فَي السَمَاوَاتِ، ولَكِنْ عِنْدَما قَبِلَ السَيِدُ أنْ يَأَتِي إلَى الأَرْضِ قَدْ نَزَلَتْ هَذِه التَرْتِيْلَةُ أَيْضَا إلِيْنَا، لَذلِكَ رَئيِسُ الكَهَنَةِ العَظَيِمُ هَذَا عِنْدَما يَقْفُ عَلَى المَائِدَةِ المُقَّدَسَةِ (المَذْبَحِ) مُقَّدِمًا العِبَادَةَ العَقْلِيْةَ، والذَبِيْحَةَ غَيْرَ الدَمَوِيَةِ لا يَحُثْنَا مُبَاشَرَةً عَلَى هَذَا الهُتَافِ المُبْهِجِ، بَلِ أَوَلاً يُشِيْرُ إلَى الشَارُوْبِيْمِ ثُمَ يَذْكُرُ السَّرَافِيمَ، وبِعْدَ ذِلِكَ يَحُثُ الجَمِيِعَ أنْ يُصَّعِدوا أصْوَاتِهم الجَهُوْرِيِةِ، يَصْرِفُون أّذْهَانَنَا عَنْ كُلِّ مِا هُوِ أَرْضِيِّ بِتِذْكِارِ أَوِلَئِكَ الذِينَ يُرَتِلُون مَعًا. وكَأَنَّهم يُنَادُون عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ فِيْنَا، قَائِليِن مَعِ السَّرَافِيم: 

رَتِلْ مَعَ السَّرَافِيم جَنَبًا إلَى جَنْبٍ ومَعَهُم اِفِتِحْ جِنِاحِيْكَ وحَلِّقْ مَعَهم حَوْلَ العَرْشِ المُلُوْكِي.

ولَكِنَّ يا لَهُ مِنْ عَجَبٍ أنْ تَقِفَ بِجِوارِ السَّرَافِيم، عِنِدما لا يَجْرُؤ السَّرَافِيم أنْ يَمُسُوا هذه (العطايا)، التي قد أَعْطَاها إياك اللهُ بِسَخَاءٍ.

"فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيم وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ"

ذَاَكَ المَذْبَحُ (السَمَاوِي) هُوَ نَمُوْذَجٌ ومَثَالٌ لَهَذا المَذْبَحِ (فَي الكَنِيْسَةِ)، وتِلْكَ النَارُ هَيَ مِثَالٌ لِهَذِهِ النَارِ الرُوْحِيَةِ، غَيْرَ أنَّ السَّرَافِيمَ لَمْ يَجْرُؤوا أنْ يَمْسِكُوها بِأِيْدِيْهم بَلِ بِمُلْقَطٍ،، بِيْنما أَنِتَ تَمْسِكُها بِيِدِكَ، فِإِنْ كُنْتَ تَبْحَثْ فِي قَيْمَةِ العَطَايَا الحَاضِرَةِ فَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ جَمْرَةِ السَّرَافِيم، ولَكَنْ إنْ تَأَمَلْتَ فِي مَحِبِةِ سَيِدِّكَ للبَشَرِ ونِعْمَةِ العَطَايَا الحَاضِرَةِ فَلَنْ تَخَجَلَ مَنْ أنْ يَنْزِلَ سَيِدُّك! إلَى عَالَمِنا الفَانِي.





المرجع: كتاب رؤيا إشعيا للقديس يوحنا ذهبي الفم، ترجمة د. جورج فرج، إصدار مركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، 2016
الأحد، 13 مايو 2018
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

صانع الحب




صانع الحب ❤

أموات هم الذين لا يتمتعون بحبك وقعوا تحت أجنحة ذاتهم المرتفعة، إستُعبدوا لحب سرابي، وجَّههم كما يريد لمناطق ظنوا فيها أنهم يملكون العالم وليس تحت السماء مثيلهم.. رفعوا أيديهم كمنتصرين وهم في الحقيقة مغلولين بقيود، عيونهم تضحك من الفرح بينما قلوبهم مأسورة بالحزن لمشاعر مزيفة وحينما يواجهون نفوسهم أمام مرآه الحق تلاحقهم أنهار اليأس لتدفعهم بعيداً لهوة مظلمة..،  فيا صانع الحب لِتَحِيك بيدك رداءاً من حبٍ يلبسه أولئك المساكين... هم مساكين لأن داخلهم المأسور يطلبك وهم مسبيين... رد سبيهم لأنك وحدك القادر ليس بقوتهم لكن بمحبتك ورحمتك ادفعهم لأحضانك لأنه ما أدفأه في عالم قارس البرودة... احتويهم فهم أولادك... وأنت #صانع_الحب
الجمعة، 18 أغسطس 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

الصليب ونار الروح القدس – للقديس يعقوب السروجي




ياسيدي حاولت أن أكون نقياً بدونك فصرت نجساً ،كانت محاولتي كبرياء وصار طلبي للنقاء هاوية العجرفة.. كشفت لنا ياسيدي أن نقاء الجسد يبدأ بنقاء اللسان ونقاء اللسان كامن في الفكر ..والفكر النقي كامن في المحبة ، والمحبة هي الدفة التي تُدير الجسد.. هذه السفينة الصغيرة التي خلقتها لكي أعبر بها بحر العالم.. وبدونك أيها الربان الحكيم سوف نغرق في مستنقع الشرور . أعطني الحكمة لكي لا أُدنس نفسي بالكلام. 
هذه الطيور الجارحة التي تطير في سماء فكري صور شريرة متلاحقة تطاردها نار الروح القدس ..تلاحقها عصا الصليب لكي لاتبني أعشاشها في قلبي. 
أرتمي عند قدميك اللتين رُفعتا بالصليب لكي ترفع عقلي إلي الخلاص بالألم  ، ألم الصليب.. وإن ضاقت نفسي بمرارة تجارب العدو اسكب حلاوة مــــوتك الـمُحي في قلبي لذلك من يهرب من الألم يهرب من الصليب.. يهرب من الله. 


الأحد، 16 يوليو 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

جمال النفس الخاطئة في عين الرب خالقها – للقديس مار يعقوب السروجي






كم أنت حلوة وجميلة أيتها النفس حتي لو كنتِ غارقة في أوحال الخطية لأنه تحت قذارة الشر يري الرب صورته ويشتاق لأن يغسلها، هو يجلس علي كرسي مجده في الأعالي لكي ينظر إليكِ ويتغني أمام الآب بجمالك ، أنتي ميراثه الأبدي ولذلك يطلب من القوات السمائية أن تكف عن التسبيح لكي يسمع الآب صوته وهو يتغني بكرمته التي أخرجها من أرض مصر من العبودية وقادها في تجارب البرية لكي يدربها علي السلوك في طريق المُحبيين .
لاتندهشوا أيها الإخوة اذا قلت أن السموات تكف عن التسبيح عندما يعود خاطئ واحد إلي الله،  لقد أخذنا هذا السر الفائق من الرب نفسه، لأنه يدعو الملائكة لكي تشاركه فرحه... هنا يستر الشاروبيم والسارفيم وجوههم من شدة محبة الله للبشر. وبماذا يتغني الإبن وكيف يبدأ " الهذيذ " إلا بعودة الضال. هنا قد عاد ميراثي إلي... الذي كنت أطلبه يدق الأبواب افتحوا أيها الروؤساء أيها الملوك السماويين قفوا لكي تشاهدوا كيف سيلمع المخلوق من الطين ببهاء الأزل. هنا يتأمل الرب في اشتياق كل دمعة ويجمع هذه الدموع بل يحفظ زفرات كل قلب منكسر... لقد بدأت بذرة المحبة التي غرسها تشرب من ينبوع الدموع ذلك الينبوع الذي يعطيه الروح القدس بوفرة. هنا يجمع الرب كل الأحباء لأن شوقه قد تحقق ..ما كان يراه قبل كون العالم يحدث أمام عينيه. 
كم أنتِ جميلة أيتها النفس في عين الرب خالقك بل في عيني عريسك السمائي في عيني الذي جاد بكل شئ حتي جسده ودمه لكي يغسلك من أدران الخطية... لنقترب أيها الإخوة بكل شوق.  هنا يجب أن نطرح الخوف وأن نقف بثقة في ذاك الذي أحبنا حتي الموت موت الصليب. مات حباً وقام حباً فينا فأي حب أعظم من هذا .
السبت، 15 يوليو 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

أرضك الجديدة





 وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُكَ».عاموس15:9...
اشتهاء الغرس الجديد يدوي داخل النفس ومداهمة مخابئ عقولنا المستترة في شهوات العالم تقمع توجهاتنا.. واذ نلتجئ إليك نجد النور يبدد عتمة مشاعرنا فنتوجه إليك وحدك يا فرحة الحزين وعزاء المكلومين المجروحين ..أعطنا أن نفرح بك وإن كانت دموع...وان كان الطريق يبدو ضبابي بسببنا نحن.. مُد يدك لنتشبث بها وتقودنا لأرضك الجديدة فإلي الآن تكفينا نعمتك وما النعمة الحقيقية إلا أنت ذاتك.. املأنا بك يادواء القلب وميزان الفرح يا شهوة النفس ..دمر أغلالنا... نشكرك عليك وحدك أنت مستحق الشكر والكرامة والمجد ياملك المجد... أمين تعالي إلي القلب مخترقاً حواجز العالم وظلام اليأس وضبابية الطريق ياسيد المعرفة ومدبر الوجود.. أيها المنتصر دائماً .
الجمعة، 2 يونيو 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

†الباحثون عن السعادة †



لايجب علينا أن نلوم من يبحث عن السعادة بكافة الطرق.. ربما يبحث عنها بطرق ملتوية لكن هو  انسان.. الإنسان الذي تصوُّر قلبه هو كل يوم شرير.. هو انسان له ميول ورغبات تصب في النهاية السعيدة بالنسبة لإعتقاده ولا يتوقف عن الإجتهاد في هذا الطريق المُؤدي للسعادة ...حقاً " لكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت" (قطع النوم) لذلك هؤلاء الباحثون عن السعادة الوهمية هم أوائل المستنزفون لإشفاقات ومراحم الله الغنية... هم لعازر الميت الذي يبكي عليه المسيح كل يوم فلا تقولوا انظروا كم كان يحبه ! لأن دموعه أيضاً من أجلكم يامن تظنون إنكم قد استغنيتم فما أصعب الطريق المُؤدي للحياة والسعادة الحقيقية وقليلون هم الذين يجدونه أما الكثيرون الباحثون عن السعادة يقولون " ها أنذا أذهب شرقاً فليس هو هناك وغرباً فلا أشعر به. (أي 8:23)،تائهون في دروب السعادة الوهمية ، نحن نبحث عن السعادة والفرح والله يبحث عنا وسط ظلام هذه السعادة ، حقاً هي السعادة المظلمة ، لكن الله لا ييأس أبداً في البحث عن الخروف الضال الذي ظن انه إمتلك السعادة بعيداً عن قطيع المسيح الذي يظل يبحث ويبحث حتي " يكون للذليل رجاء وتسد الخطية فاها. (أي 16:5)"حينئذٍ تتلذذ بالقدير وترفع إلي الله وجهك " (أي 26:22) فتخترق السعادة الحقيقية قلبك ويصنع فيه منزلاً للنور.. الذي هو هذه السعادة بالحقيقة.
             صلوا من أجلي ⓚ

الأربعاء، 26 أبريل 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

أما دانك أحد؟!





لهفة نحو سعادة واهمة ودفئ قلبي مزيف ..هذه الإنسانة المسكينة التي تنهال عليها الشتائم والضرب والبصق.. رأي فيها نفسه وهو يفدي البشرية رآهم يفعلون به هذا واستحضر للحظات مستقبله المؤلم في مشهدً يضج بالغضب وحشد هائج نواياه مزيفه ..قَالُوا لَهُ : يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ يوحنا 4:8... وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. يوحنا6:8..أما الذين كانوا يتمسكون بقلوبهم الحجرية في أيديهم كانوا يتقدمون ليرجموها فيرون خطاياهم مكتوبة فينسحبوا في خجل إلي أن بقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط.. تنظر إلي الأرض في خجلٍ فنظر إليها يحتضنها بحنو في قلبه الكبير.. قائلاً يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟  فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي يوحنا 11:8 ونادي قائلا أنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ. يوحنا12:8.  أيها السيد الرب الكل يشهدون علينا أننا خطاة وقد أُمسكنا في الفعل الشرير وأنت جالس علي الأرض لتكتب أن الجميع فسدوا ويعوزهم مجد الله وفي رحمتك حطمت مساعي الشيطان وجعلته كيان مهجور بحبك ورحمتك الأبدية.. لك المجد الدائم يا إلهنا.. 

        صلوا من أجلي  ⓚ
الأحد، 19 مارس 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

لماذا تخاصمونني. تأمل ارميا الأصحاح الثاني

  


بعدما ارتضي الإنسان أن يؤمن بالله ويثق فيه دخلته قناعة أخري هي قناعته بذاته بعدما ارتضي أن يذهب وراء الله في البرية أي في مواجهة المجهول وصعوبة الحياة إنحدر ليحفر لنفسه آباراً مشققة لاتضبط الماء ولا تروي ¹ بل انها شرٌّ ومُرٌّ ² ولم يقبل حمل النير الخفيف بل كسره ³ وها إنك قد تعودت البرية القاحلة الفاسدة وفي شهوة نفسك قد أحببت غربتك وذهبت وراء الغرباء ⁴ لماذا تخاصم الله لماذا نسيته،  هل تنسي عذراء زينتها أو عروس مناطقها  لماذا تترك مجدك الذي هو الله لأنه مهما اغتسلت وتجملت فقد نُقش إثمك أمامه 6 لقد بدلت مجدك بما لاينفع ونسيته أياما بلا عدد  لذلك ان لم تتب انتظر الحكم العادل لأنك تعتقد أنك لم تخطئ  وخِشيته ليست فيك (2:19).


......................................................

1: {2:3}
2: {2:19}
3: {2:20}
4: { 2:25 }
5:( 2:32 )
6:  ( 2:22 )


الأربعاء، 4 يناير 2017
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

الاستنارة




إنهم الأصحاء الذين بفكرهم انقادوا للحرية.. لأن الحرية في معرفة الحق لأنه مكتوب"تعرفون الحق والحق يحرركم " وما الحق إلا المسيح الذي قال : "أنا هو الطريق والحق والحياة " معرفة الحق هي الإستنارة ... الإستنارة الداخلية التي تقود الانسان في مروج المحبة الإلهية التي لاعلو ولا عمق ولا خليقة أخري تقدر أن تفتتها، والإستنارة الداخلية تقود للجهاد حتي الدم لأنك تدخل إلي مذبح الله تجاه وجه الله الذي يٰفرح شبابك، مذبح الله الذي هو داخلك لأنك هيكل لله.. لذلك الإستنارة هي عمل الخدمة الداخلية للعقل داخل القلب والإنتباه لقوة الكلمة كما إلي سراج مضئ في موضع مظلم حتي يشرق كوكب الصبح وينفجر في قلوبنا "2بط19:1" والإستنارة الداخلية هي إلحاح له وتيرة متناغمة في طلب الله بلا فتور.. فالقديس أنبا أرسانيوس يقول : { إن طلبنا الله فإنه يظهر لنا وان أمسكناه فإنه يبقي معنا }. أي ان طلبناه في قلوبنا فإنه يشرق بنور محبته فيه وإن أمسكناه بالإشتياق إليه فإنه لا محالة يبقي ويصنع منزلاً وحينئذٍ تقود الإستنارة إلي معرفة الحب كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم "أولئك الذين عرفوا أن يحبوا فوق كل شئ الجمال الملكي حصيدة الأغابي الإلهية المغروسة في أعماق قلوبهم " .ومن هو الذي يعرف أن يحب إلا الذي تقدم إلي الله واستنار وقام من ظلام وموت الشهوة ومحبة العالم لأنه ماذا يقول القديس بولس الرسول : { استيقظ أيها النائم وقم من الموت فيضئ لك المسيح .}" اف14:5" ..حقاً الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً ،الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" اش 9:2 " لذلك ان سرت في وادي  ظل الموت فلا أخاف شرا ً لأنك تنير الطريق وأنت ممجد ومبارك الي الأبد آمين.     




صلوا من أجلي
الأحد، 25 ديسمبر 2016
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

الصراخ

الصراخ

ربما ليس من أجل بنوتك أو من أجل حبك لله يعطيك الله مراد نفسك.. لكن من أجل صراخك يُعطي.. هو قال: " إن صرخ إليّ أسمع صراخه " (خر 23:22) أيضاً من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية ، هذا هو الصراخ والتنهد القلبي فمثلما صرخ بنو اسرائيل بسبب ثقل نير عبوديتهم في أرض مصر علينا أن نصرخ لنتحرر من عبودية الخطية ، "فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم إني علمت أوجاعهم " (خر 3:7) لذلك" فلتأت قدامك صلاتي وليدخل إليك صراخي (مز 2:88) هو مبعوث النفس البشرية الداخل لمحضر الملك السمائي فهو رسول قوي يدق أبواب المعونة السمائية حتي "يكون في يوم يريحك الرب من تعبك ومن إنزعاجك ومن العبودية القاسية التي استُعبدت لها." ( اشعياء 3:14) وسيمسح الله كل دمعه من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد. ( رؤ 4:21).

                      صلوا من أجلي. ⓚ

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

بارك أعدائي يارب

بقلم الأب نيقولاي فليميروفيتش

(1880-1956م)


بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.

الأعداء نقلوني إلى شرف معانقتك
أكثر مما فعل الأصدقاء.
الأصدقاء ربطوني بالأرض،
أما الأعداء فأطلقوني من الأرض،
وهدموا كل تطلعاتي في العالم.
الأعداء جعلوني غريباً عن الممالك الدنيونية،
وساكناً غريباً عن العالم.
وكما يجد الحيوان المُصطّاد ملجأً أكثر أماناً من الحيوان الطليق،
هكذا أنا أيضاً،
وجدت ملجأً أكثر آماناً بإضطهادي من قبل الأعداء،
وقد أخفيت نفسي تحت خيمتك،
حيثما لا يستطيع الأصدقاء أو الأعداء
أن يقتلوا نفسي.

بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.

هم قد أعترفوا بذنوبي أمام العالم عوضاً عني.
هم قد عاقبوني، حينما ترددت في معاقبة نفسي.
هم قد عذبوني، حينما حاولت الهروب من العذاب.
هم قد وبخوني، حينما كنت أتملق نفسي.
وبصقوا علي، حينما ملأت نفسي بالتكبر والعجرفة.

بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.

حينما ظننت نفسي حكيماً، دعوني أحمق.
حينما جعلت من نفسي جباراً،
هزأوا بي كما لو أني قزم.
حينما أردت قيادة الناس، دفعوني إلى الخلف.
حينما أسرعت لإغناء نفسي، منعوني بيد من حديد.
حينما ظننت أنني سأنام في سلام، أيقظوني من النوم.
حينما حاولت بناء بيتاً من أجل حياة مديدة هانئة،
هدموه وطردوني منه.
حقاً، قد قطع أعدائي كل إرتباطي بالعالم،
فمددت يدي نحو طرف ثوبك.

بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.

باركهم وأكثرهم،
أكثرهم وأجعلهم حتى أكثر مرارة ضدّي.
حتى ما يكون هروبي إليك هروباً نهائياً بلا عودة.
حتى ما يتبعثر كل رجاء في البشر مثل أنسجة العنكبوت،
حتى ما يبدأ هذا الصفاء المطلق بإمتلاك روحي،
حتى ما يصير قلبي قبراً
لتوائمي الشريرين: التكبر والغضب.
حتى ما أجمع وأكدس كل كنوزي في السماء.
آه، حتى ما أتحرر أخيراً من خداع الذات،
الذي يورطني في الشبكة المُخيفة
التي للحياة الخادعة.
الأعداء علموني الشيء الذي لا يتعلمه
أي أحد بسهولة،
وهو أن الشخص في العالم
ليس له أعداء سوى نفسه.
الشخص يكره أعداءه فقط عندما يُخفق في إدراك
أنهم ليسوا أعداء بل أصدقاء قساة.
أنه حقاً صعب بالنسبة لي أن أقول من أحسن إليَّ أكثر
ومن أضرّني أكثر في هذا العالم: الأصدقاء أم الأعداء.
لذلك بارك يارب كلاهما: أصدقائي وأعدائي.
العبد يلعن الأعداء لأنه لا يفهم،
أما الابن فيباركهم لأنه يفهم.
لأن الابن يعلم يقيناً أن أعداءه لا يستطيعون
أن يمسوا حياته.
لذلك فهو يخطو بحرية في وسطهم،

ويصلي لله من اجلهم.

Reference: Prayers by the Lake by Bishop Nikolai Velimirovich, published by the Serbian Orthodox Metropolitanate of New Gracanica, 1999.

ترجمة المدونة الآبائية : http://erinipasy.blogspot.com/


(القديس نيقولاي فليميروفيتش أسقف صربي تكلم بشجاعة ضد النازية فأعتقل في وقت الحرب العالمية الثانية، له كتابات أرثوذكسية عديدة، وقد أعلنت قداسته من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الصربية عام 2003م)

السبت، 26 سبتمبر 2015
Posted by دعونا نتأمل يقول الروح

Popular Post

Blogger templates

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

About

قائمة المدونات الإلكترونية

Seacrh By Labels

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Followers

Powered By Blogger

Advertisement

About

- Copyright © "دعونا نتأمل يقول الروح " -Metrominimalist- Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan -