النور والحياة
نور الدهر الآتي
الألم
الألم يزرع حكمة في قلب الإنسان ، الألم بداية طريق المجد من إئتنس به وضع قدميه عليه.. سلم الفضائل يجب أن يكون مُحاط بالألم ليس هنالك فضيلة يسهل إقتنائها إلا بالألم والتعب، وهو أيضاً ينقي الإنسان، الألم عربون للأبدية ، الألم ربان سفينة المُخلَّصين.. اتَّخذه صديق وتكيف معه.. لأنه أفضل لك من أن يكون صديقك عن عدوك .. من يعرف أن يعيش في الألم فرحاً تبدأ أبديته من هنا علي الأرض... ربما يلبس الألم ثوباً عنيفاً لكنه ليس بعنف الموت هو يُشعرك بأنك حي.. الإنسان الذي يجد عزاء في الألم يستطيع أن يُحيي عزاءاً في المتألمين الذين فقدوا رجائهم.. طوبي للمتألمين لأن مسكنهم قلب المسيح وملجأهم أحضانه ودموعهم كلمات روحانية تُحلِّق حول عرش مراحم الله الغنية.. دمعة واحدة تحرك أحشاء الله ويداه، دمعة واحدة صادقة أقوي من مئات الصلوات وهي تنسكب في قلب الله مباشرة.. أطفئوا نيران الخطية بدموع محبة المسيح أيها المتألمين حباً لأنها غنية وقوية.. والرب الحنون يعيننا ويقوينا في رحلة الحياة رحلة الألم ويمسك بأيدينا ويقودنا لمسكننا السماوي وأحضانه المُتَّسعة .
أن نصلي
أن نصلي
جذور الحياة
نرتل ونحلق مع السيرافيم حول العرش _ القديس يوحنا ذهبي الفم
صانع الحب
الصليب ونار الروح القدس – للقديس يعقوب السروجي
هذه الطيور الجارحة التي تطير في سماء فكري صور شريرة متلاحقة تطاردها نار الروح القدس ..تلاحقها عصا الصليب لكي لاتبني أعشاشها في قلبي.
أرتمي عند قدميك اللتين رُفعتا بالصليب لكي ترفع عقلي إلي الخلاص بالألم ، ألم الصليب.. وإن ضاقت نفسي بمرارة تجارب العدو اسكب حلاوة مــــوتك الـمُحي في قلبي لذلك من يهرب من الألم يهرب من الصليب.. يهرب من الله.
جمال النفس الخاطئة في عين الرب خالقها – للقديس مار يعقوب السروجي
كم أنت حلوة وجميلة أيتها النفس حتي لو كنتِ غارقة في أوحال الخطية لأنه تحت قذارة الشر يري الرب صورته ويشتاق لأن يغسلها، هو يجلس علي كرسي مجده في الأعالي لكي ينظر إليكِ ويتغني أمام الآب بجمالك ، أنتي ميراثه الأبدي ولذلك يطلب من القوات السمائية أن تكف عن التسبيح لكي يسمع الآب صوته وهو يتغني بكرمته التي أخرجها من أرض مصر من العبودية وقادها في تجارب البرية لكي يدربها علي السلوك في طريق المُحبيين .
لاتندهشوا أيها الإخوة اذا قلت أن السموات تكف عن التسبيح عندما يعود خاطئ واحد إلي الله، لقد أخذنا هذا السر الفائق من الرب نفسه، لأنه يدعو الملائكة لكي تشاركه فرحه... هنا يستر الشاروبيم والسارفيم وجوههم من شدة محبة الله للبشر. وبماذا يتغني الإبن وكيف يبدأ " الهذيذ " إلا بعودة الضال. هنا قد عاد ميراثي إلي... الذي كنت أطلبه يدق الأبواب افتحوا أيها الروؤساء أيها الملوك السماويين قفوا لكي تشاهدوا كيف سيلمع المخلوق من الطين ببهاء الأزل. هنا يتأمل الرب في اشتياق كل دمعة ويجمع هذه الدموع بل يحفظ زفرات كل قلب منكسر... لقد بدأت بذرة المحبة التي غرسها تشرب من ينبوع الدموع ذلك الينبوع الذي يعطيه الروح القدس بوفرة. هنا يجمع الرب كل الأحباء لأن شوقه قد تحقق ..ما كان يراه قبل كون العالم يحدث أمام عينيه.
كم أنتِ جميلة أيتها النفس في عين الرب خالقك بل في عيني عريسك السمائي في عيني الذي جاد بكل شئ حتي جسده ودمه لكي يغسلك من أدران الخطية... لنقترب أيها الإخوة بكل شوق. هنا يجب أن نطرح الخوف وأن نقف بثقة في ذاك الذي أحبنا حتي الموت موت الصليب. مات حباً وقام حباً فينا فأي حب أعظم من هذا .
أرضك الجديدة
وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ، وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُكَ».عاموس15:9...
اشتهاء الغرس الجديد يدوي داخل النفس ومداهمة مخابئ عقولنا المستترة في شهوات العالم تقمع توجهاتنا.. واذ نلتجئ إليك نجد النور يبدد عتمة مشاعرنا فنتوجه إليك وحدك يا فرحة الحزين وعزاء المكلومين المجروحين ..أعطنا أن نفرح بك وإن كانت دموع...وان كان الطريق يبدو ضبابي بسببنا نحن.. مُد يدك لنتشبث بها وتقودنا لأرضك الجديدة فإلي الآن تكفينا نعمتك وما النعمة الحقيقية إلا أنت ذاتك.. املأنا بك يادواء القلب وميزان الفرح يا شهوة النفس ..دمر أغلالنا... نشكرك عليك وحدك أنت مستحق الشكر والكرامة والمجد ياملك المجد... أمين تعالي إلي القلب مخترقاً حواجز العالم وظلام اليأس وضبابية الطريق ياسيد المعرفة ومدبر الوجود.. أيها المنتصر دائماً .
†الباحثون عن السعادة †
أما دانك أحد؟!
لهفة نحو سعادة واهمة ودفئ قلبي مزيف ..هذه الإنسانة المسكينة التي تنهال عليها الشتائم والضرب والبصق.. رأي فيها نفسه وهو يفدي البشرية رآهم يفعلون به هذا واستحضر للحظات مستقبله المؤلم في مشهدً يضج بالغضب وحشد هائج نواياه مزيفه ..قَالُوا لَهُ : يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ يوحنا 4:8... وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. يوحنا6:8..أما الذين كانوا يتمسكون بقلوبهم الحجرية في أيديهم كانوا يتقدمون ليرجموها فيرون خطاياهم مكتوبة فينسحبوا في خجل إلي أن بقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط.. تنظر إلي الأرض في خجلٍ فنظر إليها يحتضنها بحنو في قلبه الكبير.. قائلاً يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي يوحنا 11:8 ونادي قائلا أنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ. يوحنا12:8. أيها السيد الرب الكل يشهدون علينا أننا خطاة وقد أُمسكنا في الفعل الشرير وأنت جالس علي الأرض لتكتب أن الجميع فسدوا ويعوزهم مجد الله وفي رحمتك حطمت مساعي الشيطان وجعلته كيان مهجور بحبك ورحمتك الأبدية.. لك المجد الدائم يا إلهنا..
صلوا من أجلي ⓚ
لماذا تخاصمونني. تأمل ارميا الأصحاح الثاني
بعدما ارتضي الإنسان أن يؤمن بالله ويثق فيه دخلته قناعة أخري هي قناعته بذاته بعدما ارتضي أن يذهب وراء الله في البرية أي في مواجهة المجهول وصعوبة الحياة إنحدر ليحفر لنفسه آباراً مشققة لاتضبط الماء ولا تروي ¹ بل انها شرٌّ ومُرٌّ ² ولم يقبل حمل النير الخفيف بل كسره ³ وها إنك قد تعودت البرية القاحلة الفاسدة وفي شهوة نفسك قد أحببت غربتك وذهبت وراء الغرباء ⁴ لماذا تخاصم الله 5 لماذا نسيته، هل تنسي عذراء زينتها أو عروس مناطقها لماذا تترك مجدك الذي هو الله لأنه مهما اغتسلت وتجملت فقد نُقش إثمك أمامه 6 لقد بدلت مجدك بما لاينفع ونسيته أياما بلا عدد لذلك ان لم تتب انتظر الحكم العادل لأنك تعتقد أنك لم تخطئ وخِشيته ليست فيك (2:19).
......................................................
1: {2:3}
2: {2:19}
3: {2:20}
4: { 2:25 }
5:( 2:32 )
6: ( 2:22 )
الاستنارة
الصراخ
الصراخ
ربما ليس من أجل بنوتك أو من أجل حبك لله يعطيك الله مراد نفسك.. لكن من أجل صراخك يُعطي.. هو قال: " إن صرخ إليّ أسمع صراخه " (خر 23:22) أيضاً من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية ، هذا هو الصراخ والتنهد القلبي فمثلما صرخ بنو اسرائيل بسبب ثقل نير عبوديتهم في أرض مصر علينا أن نصرخ لنتحرر من عبودية الخطية ، "فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم إني علمت أوجاعهم " (خر 3:7) لذلك" فلتأت قدامك صلاتي وليدخل إليك صراخي (مز 2:88) هو مبعوث النفس البشرية الداخل لمحضر الملك السمائي فهو رسول قوي يدق أبواب المعونة السمائية حتي "يكون في يوم يريحك الرب من تعبك ومن إنزعاجك ومن العبودية القاسية التي استُعبدت لها." ( اشعياء 3:14) وسيمسح الله كل دمعه من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد. ( رؤ 4:21).
صلوا من أجلي. ⓚ
بارك أعدائي يارب
بقلم الأب نيقولاي فليميروفيتش
(1880-1956م)
بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.
الأعداء نقلوني إلى شرف معانقتك
أكثر مما فعل الأصدقاء.
الأصدقاء ربطوني بالأرض،
أما الأعداء فأطلقوني من الأرض،
وهدموا كل تطلعاتي في العالم.
الأعداء جعلوني غريباً عن الممالك الدنيونية،
وساكناً غريباً عن العالم.
وكما يجد الحيوان المُصطّاد ملجأً أكثر أماناً من الحيوان الطليق،
هكذا أنا أيضاً،
وجدت ملجأً أكثر آماناً بإضطهادي من قبل الأعداء،
وقد أخفيت نفسي تحت خيمتك،
حيثما لا يستطيع الأصدقاء أو الأعداء
أن يقتلوا نفسي.
بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.
هم قد أعترفوا بذنوبي أمام العالم عوضاً عني.
هم قد عاقبوني، حينما ترددت في معاقبة نفسي.
هم قد عذبوني، حينما حاولت الهروب من العذاب.
هم قد وبخوني، حينما كنت أتملق نفسي.
وبصقوا علي، حينما ملأت نفسي بالتكبر والعجرفة.
بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.
حينما ظننت نفسي حكيماً، دعوني أحمق.
حينما جعلت من نفسي جباراً،
هزأوا بي كما لو أني قزم.
حينما أردت قيادة الناس، دفعوني إلى الخلف.
حينما أسرعت لإغناء نفسي، منعوني بيد من حديد.
حينما ظننت أنني سأنام في سلام، أيقظوني من النوم.
حينما حاولت بناء بيتاً من أجل حياة مديدة هانئة،
هدموه وطردوني منه.
حقاً، قد قطع أعدائي كل إرتباطي بالعالم،
فمددت يدي نحو طرف ثوبك.
بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم.
باركهم وأكثرهم،
أكثرهم وأجعلهم حتى أكثر مرارة ضدّي.
حتى ما يكون هروبي إليك هروباً نهائياً بلا عودة.
حتى ما يتبعثر كل رجاء في البشر مثل أنسجة العنكبوت،
حتى ما يبدأ هذا الصفاء المطلق بإمتلاك روحي،
حتى ما يصير قلبي قبراً
لتوائمي الشريرين: التكبر والغضب.
حتى ما أجمع وأكدس كل كنوزي في السماء.
آه، حتى ما أتحرر أخيراً من خداع الذات،
الذي يورطني في الشبكة المُخيفة
التي للحياة الخادعة.
الأعداء علموني الشيء الذي لا يتعلمه
أي أحد بسهولة،
وهو أن الشخص في العالم
ليس له أعداء سوى نفسه.
الشخص يكره أعداءه فقط عندما يُخفق في إدراك
أنهم ليسوا أعداء بل أصدقاء قساة.
أنه حقاً صعب بالنسبة لي أن أقول من أحسن إليَّ أكثر
ومن أضرّني أكثر في هذا العالم: الأصدقاء أم الأعداء.
لذلك بارك يارب كلاهما: أصدقائي وأعدائي.
العبد يلعن الأعداء لأنه لا يفهم،
أما الابن فيباركهم لأنه يفهم.
لأن الابن يعلم يقيناً أن أعداءه لا يستطيعون
أن يمسوا حياته.
لذلك فهو يخطو بحرية في وسطهم،
ويصلي لله من اجلهم.
Reference: Prayers by the Lake by Bishop Nikolai Velimirovich, published by the Serbian Orthodox Metropolitanate of New Gracanica, 1999.
ترجمة المدونة الآبائية : http://erinipasy.blogspot.com/
(القديس نيقولاي فليميروفيتش أسقف صربي تكلم بشجاعة ضد النازية فأعتقل في وقت الحرب العالمية الثانية، له كتابات أرثوذكسية عديدة، وقد أعلنت قداسته من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الصربية عام 2003م)